للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأصيليّ: "فاستقبِلوها" بكسر الموحّدة، بصيغة الأمر، ويأتي في ضمير "وجوههم" الاحتمالان المذكوران، وعوده إلى أهل قباء أظهر.

قال: ويرجِّح رواية الكسر أنه عند البخاريّ في "التفسير" من رواية سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن دينار في هذا الحديث بلفظ: "وقد أُمِر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبِلوها"، فدخول حرف الاستفتاح يُشْعِر بأن الذي بعده أَمْرٌ، لا أنه بقية الخبر الذي قبله، واللَّه تعالى أعلم. انتهى (١).

وقوله: (وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ) تفسير من الراوي للتحول المذكور، قاله في "الفتح"، وقال في "العمدة": هو من كلام ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، لا كلام الرجل المخبِر بتغير القبلة، قاله الكرمانيّ، قال العينيّ: لا مانع أن يكون من كلام المخبِر، فعلى هذا تكون الواو للحال، فتكون جملةً حاليةً على رواية الأكثرين، وهو أن يكون صيغة الجمع من الماضي، وعلى رواية الأصيليّ تكون الواو للعطف، وجاء عطف الجملة الخبرية على الإنشائية، والضمير في "وجوههم" يحتمل الوجهين المذكورين. انتهى (٢).

(فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ) أي توجه أهل قباء إلى القبلة المأمور باستقبالها، وهي الكعبة، وقد تقدّم بيان كيفيّة تحوّلهم في شرح حديث البراء -رضي اللَّه عنه-، فارجع إليه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢/ ١١٨٣ و ١١٨٤] (٥٢٦)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (٤٥٣)، و"التفسير" (٤٤٨٨ و ٤٤٩٠ و ٤٤٩١ و ٤٤٩٣ و ٤٤٩٤)، و"أخبار الآحاد" (٧٢٥١)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (٣٤١)، و (النسائيّ) في "القبلة" (٢/ ٦١)، و (مالك) في "الموطأ" (١/ ١٩٥)، و (الشافعيّ) في "مسنده"


(١) "الفتح" ١/ ٦٠٤.
(٢) "عمدة القاري" ٤/ ٢١٩ - ٢٢٠.