للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين، غير شيخه، وابن وهب، فمصريّان.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: ربيعة، عن أبي إدريس.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ) عُويمر بن زيد -رضي اللَّه عنه-، وقيل غير ذلك في اسمه، واسم أبيه، أنه (قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) إلى الصلاة، ولفظ النسائيّ: "قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلي" (فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ") أي أعتصم، وأتحصّن من شرّك باللَّه الذي بيده ناصية كلّ شيء (ثُمَّ قَالَ: "أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللَّهِ") أي أدعو عليك بأن يَطرُدك اللَّه تعالى من رحمته، ويُبعدك من خيراته (ثَلَاثًا) أي قال ذلك ثلاث مرّات (وَبَسَطَ يَدَهُ) أي مَدَّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يده الشريفة، وفي نسخة: "يديه" (كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا) أي كأنه يتعاطى شيئًا أمامه (فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ) أي انتهى منها، وسلّم (قُلْنَا) أي الصحابة الحاضرون تلك الصلاة، والسامعون ما قاله النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمشاهدون ما فعله من الأمور الغريبة (يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا) من القول الغريب الذي (لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ) الوقت (وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ) الجملة حاليّة من المفعول، إن كانت "رأى" بصريّةً؛ لأنها لا تتعدّى إلا إلى مفعول واحد، أي أبصرناك حال كونك باسطًا يدك كأنك تتناول شيئًا (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي نسخة: "فقال" ("إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ) بالنصب على البدليّة، وهو بكسر الهمزة: اسم أعجميّ، ولهذا لم يُصرف؛ للعلميّة والعُجمة، وقيل: عربيّ مشتقّ من الإبلاس، وهو اليأس، ورُدّ بأنه لو كان عربيًّا لانصرف، كما في نظائره، نحو إجفيل (١)، وإخريط (٢)، قاله الفيّوميّ (٣).

(جَاءَ بِشِهَابٍ) بكسر الشين المعجمة: شُعلة نار ساطعة، والجمع: شُهُبٌ، ككتاب وكُتُب، وشِهْبانٌ بالضمّ والكسر، وأَشهُبٌ، أفاده في "القاموس".

وفي التنزيل العزيز: {أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ} [النمل: ٧]، قال الفرّاء: نوّن


(١) "الإجفيل" بالكسر: الجبان. "ق".
(٢) "الأخريط" بالكسر: "نباتٌ من الْحَمَض". "ق".
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٦٠.