للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فِي الْمِنْبَرِ) متعلّق بـ "تماروا"، وهو بكسر الميم، وسكون النون، وفتح الموحّدة آخره راء: مِرْقاة الخاطب، سُمِّي منبرًا؛ لارتفاعه وعُلُوّه، وانتبر الأمير: ارتفع فوق المنبر، قاله في "اللسان" (١).

وقال في "المصباح": وكلُّ شيء رُفِعَ فقد نُبِرَ، ومنه المنبر؛ لارتفاعه، وكُسرت الميم على التشبيه بالآلة. انتهى (٢).

(مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟) مبتدأ، خبره الجارّ والمجرور قبله، وفي رواية البخاريّ: "وقد امتروا في المنبر ممّ عوده؟ "، أي من أيّ شيء عود ذلك المنبر؟ (فَقَالَ) سهل -رضي اللَّه عنه- (أَمَا) بفتح الهمزة، وتخفيف الميم: أداة استفتاح وتنبيه، كـ "ألا" (وَاللَّهِ إِنِّي) بكسر الهمزة؛ لوقوعها في جواب القسم، كما قال في "الخلاصة":

فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ … وَحَيْثُ "إِنَّ" لِيَمِينٍ مُكْمِلَهْ

(لَأَعْرِفُ) اللام هي لام الابتداء المزحلقة من اسم "إنّ" إلى خبرها؛ لئلا يتوالى حرفا تأكيد، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ ذَاتِ الْكَسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ … لَامُ ابْتِدَاءٍ نَحْوُ "إِنّي لَوَزَرْ"

وإنما أتى بالقسم مؤكّدًا بالجملة الاسميّة، وبكلمة "إنّ" التي هي للتحقيق، وبلام التأكيد في الخبر؛ لإرادة التأكيد فيما قاله للسامع، قاله في "العمدة" (٣).

(مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟) جملة اسميّة كنظيره الماضي، مفعول "أعرف" معلّق عنها العامل للاستفهام، وقوله: (وَمَنْ عَمِلَهُ؟) "من" استفهاميّة مبتدأ خبرها جملة "عَمِله" وهو بفتح أوله، وكسر ثالثه، من باب تَعِبَ، والجملة معطوفة على جملة الاستفهام قبله، أي أعرف أيُّ شخص عمله، ويَحْتَمِل أن تكون "من" موصولة معطوفة على المفعول، أي وأعرف الشخص الذي عمله (وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَوَّلَ يَوْمٍ) منصوب على الظرفيّة متعلّق بـ "رأيتُ"، أي رأيته في أول يوم، وقوله: (جَلَسَ عَلَيْهِ) صفة لـ "يوم" بتقدير عائد، أي فيه، فقوله: "ورأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . إلخ" زيادة على السؤال.


(١) "لسان العرب" ٥/ ١٨٩.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٠.
(٣) "عمدة القاري" ٦/ ٣٠٩.