للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حُذيفة، قال الزبير: كان من مشيخة قريش، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب، قال: وقال عمي: كان من المعمَّرين، حضر بناء الكعبة مرتين؛ حين بنتها قريش، وحين بناها ابن الزبير، وهو أحد الأربعة الذين تَوَلَّوا دفن عثمان.

وأخرج البغويّ من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه، فَمُنِعُوا، فقال أبو جَهْم: دعوه؛ فقد صلى اللَّه عليه ورسوله.

وأخرج ابن أبي عاصم في "كتاب الحكماء" من طريق عبد اللَّه بن الوليد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أبي الجهم، قال: سمعت أبا الجهم يقول: لقد تركت الخمر في الجاهلية، وما تركتُها إلا خشية على عقلي، وما فيها من الفساد.

مات في آخر خلافة معاوية، قاله ابن سعد، ويقال: إنه وَفَد على معاوية، ثم على ابنه يزيد، وهذا يدلّ على أنه تأخرت وفاته، واللَّه تعالى أعلم. انتهى ملخصًا من "الإصابة".

قال في "الفتح": وإنما خصه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإرسال الخميصة إليه لأنه كان أهداها له -صلى اللَّه عليه وسلم-، كما رواه مالك في "الموطأ" من طريق أخرى عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: أهدى أبو جهم بن حذيفة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خميصة لها علم، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: "رُدِّي هذه الخميصة إلى أبي جهم".

ووقع عند الزبير بن بكار ما يخالف ذلك، فأخرج من وجه مرسل "أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُتِي بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما، وبعث الأخرى إلى أبي جهم"، ولأبي داود من طريق أخرى: "وأخذ كُرديًّا لأبي جهم، فقيل: يا رسول اللَّه، الخميصة كانت خيرًا من الكردي".

وقال ابن بطال -رَحِمَهُ اللَّهُ-: إنما طلب منه ثوبًا غيرها ليُعلِمه أنه لَمْ يَرُدّ عليه هديته استخفافًا به، قال: وفيه أن الواهب إذا رُدَّت عليه عطيته من غير أن يكون هو الراجع فيها فله أن يقبلها من غير كراهة. قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا مبني على أنها واحدة، ورواية الزبير والتي بعدها تصرح بالتعدد. انتهى.

(وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيِّهِ) قال في "النهاية": المحفوظ بكسر الباء، ويروى