للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من عبيد اللَّه، والباقون كلهم كوفيّون.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ.

٥ - (ومنها): أن صحابيّه ابن صحابيّ، وهو أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، وقد تقدّموا غير مرّة، ومن المشهورين بالفتوى.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنهم-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ) ببناء الفعل للمفعول، و"العشاء" بفتح العين المهملة، والمدّ في الموضعين: بمعنى طعام آخر النهار.

قال في "الفتح": هذا أخصّ من الرواية الماضية -يعني قوله: "إذا قُدِّم العَشَاءُ"- فيُحمَل"العشاء" في تلك الرواية على عشاء من يُريد الصلاة، فلو وُضع عشاء غيره لَمْ يدخل في ذلك، ويَحْتَمِل أن يقال بالنظر إلى المعنى: لو كان جائعًا، واشتَغَل خاطره بطعام غيره كان كذلك، وسبيله أن ينتقل عن ذلك المكان، أو يتناول مأكولًا يزيل شُغل باله؛ ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ، ويؤيّد هذا الاحتمال عموم قوله في رواية مسلم من حديث عائشة -رضي اللَّه عنهما-: "لا صلاة بحضرة طعام. . . " الحديث، وقول أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه-: "من فقه الرجل إقباله على حاجته حتى يُقبل على صلاته وقلبه فارغٌ" (١). انتهى (٢).

(وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ) تقدّم قريبًا أن الأرجح كون "أل" هنا للاستغراق، فيشمل المغرب وغيرها (فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ) بفتح العين المهملة، أي بأكله (وَلَا) ناهية (يَعْجَلَنَّ) من باب تَعِبَ، ويَحْتَمِل أن يكون من الإعجال، والمعنى: لا يُسرِع في الأكل، بل يأكل على تمهّل (حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ") بالبناء للفاعل، يقال: فَرَغ من الشُّغْل فُرُوغًا، من باب قَعَد، وفَرخَ يَفْرَغ، من باب تَعِبَ لغة لبني تميم، والاسم: الْفَرَاغُ، قاله الفيّوميّ.


(١) أثر أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه- هذا علّقه البخاريّ في "صحيحه" بصيغة الجزم، وأخرجه ابن المبارك في "كتاب الزهد"، وأخرجه محمد بن نصر المروزيّ في "كتاب تعظيم قدر الصلاة" من طريق ابن المبارك، أفاده في "الفتح" ٢/ ١٨٧.
(٢) "الفتح" ٢/ ١٨٨.