و (ابن ماجه) في "الصلاة"(٧٥٤) عن أبي مروان محمد بن عثمان العثمانيّ، عن إبراهيم بن سعد بطوله.
و (مالك) في "الموطّإ"(٤٧٦) و (أحمد) في "مسنده" ٤/ ٤٣ و ٤٤ و ٥/ ٤٤٩ و ٤٥٠ و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(١٢٣١) و (١٦٥٤) و (١٦٧٣) و (١٧٠٩)، و (أبو نعيم) في "المستخرج"(١٤/ ١٤٣)، (١٤٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(١٨ و ١٩ و ٢٠ و ٢١)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده.
١ - (منها): بيان فضل الشهادتين إذا كانا خالصتين لله تعالى، كما يدلّ على ذلك رواية:"يبتغي بذلك وجه الله"، وبه يطابق الحديث الباب الذي نحن فيه؛ إذ المصنّف رحمه الله تعالى رتّب الأحاديث الأخيرة للدلالة على أن مجرّد التلفّظ غير كاف في تحقّق الإيمان، بل لا بُدَّ من استيقان القلب، ولذلك ترجمت له بقولي:"باب لا يكفي مجرّد التلفّظ بالشهادتين إلخ"، تبعًا للقرطبيّ رحمه الله تعالى.
٢ - (ومنها): التبرك بآثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يتسابقون فيها، وأما التبرك بآثار غيره من الصالحين، وإن قال به شرّاح هذا الكتاب، كالنوويّ، وغيره، وكذا شُرَّاح البخاريّ، فمما لا دليل عليه، وهو مخالف لهدي السلف رحمهم الله تعالى، فإنهم ما كانوا يفعلونه، مع أن فيهم أفاضل الصحابة، كأبي بكر الصديق، وبقية الخلفاء الراشدين، فما أحد من الصحابة، ولا التابعين تَبَرَّكَ بآثار أبي بكر، وغيره، فتبصّر بالإنصاف، ولا تكن أسير التقليد، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
٣ - (ومنها): زيارةُ العلماء والفضلاء والكبراء أتباعَهُم، وتلبيتهم دعوتهم، وإكرامهم بالمجيء إلى بيوتهم، والدعاء لهم.