علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء، فيقول: هو محمد رسول اللَّه، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال له: نَمْ صالِحًا، فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا، وأما المنافق أو المرتاب، لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء، فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته".
وأما تفسيره بعذاب القبر، فقد ثبت أيضًا، حيث أمر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: بالتعوّذ من عذاب القبر، وأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتعوّذ من عذاب القبر، كما بيّنته أحاديث الباب، وغيرها.
والحاصل أن تفسير الفتنة هنا بما يعمّ سؤال الملكين، وعذاب القبر هو الصواب، واللَّه تعالى أعلم.
(قَالَتْ عَائِشَةُ) -رضي اللَّه عنها- (فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدُ) بالبناء على الضمّ؛ لقطعها عن الإضافة، ونيّة معناها، أي بعد الواقعة المذكورة، وبعد أن أُوحي إليه (يَسْتَعِيذُ) أي يطلب العصمة، والحماية (مِنْ عَذَاب الْقَبْرِ) أي يطلُب من اللَّه تعالى أن يعصمه من عذاب القبر، وهذا في حقّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تعبّد لربه، وتعليم لأمته؛ لأنه معصوم من جميع أنواع العذاب، حيث إن اللَّه عزَّ وجلَّ غفر له ما تقدّم من ذنبه، وما تأخر، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- هذا مُتَّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ١٣٢٢](٥٨٤) و [٢٤/ ١٣٢٤ و ١٣٢٥](٥٨٦)، و (البخاريّ) في "الكسوف" (١٠٥٠) و"الجنائز" (١٣٧٢) و"الدعوات" (٦٣٦٦)، و (النسائيّ) في "الجنائز" (١١٥ و ١٣٠٨ و ٢٠٥٥ و ٢٠٦٤ و ٢٠٦٦ و ٢٠٦٧ و ٥٥٠٤) وفي "الكبرى" (١٢٣١ و ٢١٩١ و ٢١٩٢ و ٢١٩٣ و ٢١٩٤)، و (أحمد) في "مسنده" (٢٣٧٤٧ و ٢٤٠٦١ و ٢٥٤٧٧ و ٢٥٥٧٤ و ٢٥٨٠١)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٢٠٤٧)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٢٩٥