للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ عَائِشَةَ) -رضي اللَّه عنه- أنها (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا سَلَّمَ) أي من صلاته (لَمْ يَقْعُدْ) أي في مكان صلاته (إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ) اسم من أسماء اللَّه تعالى، كما قال تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} الآية [الحشر: ٢٣] (وَمِنْكَ السَّلَامُ) أي السلامة من الآفات، كما قال تعالى: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١)} [الواقعة: ٩١]، ومعنى ذلك أن السلامة من المعاطب والمهالك إنما تحصل لمن سلمه اللَّه تعالى، كما قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} الآية [يونس: ١٠٧]، قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

(تَبَارَكْتَ) هو: تفاعلتَ، من البركة، وهي الكثرة والنماء، ومعناه: تعاظمتَ؛ إذ كثُرت صفات جلالك وكمالك (ذَا الْجَلَالِ) أي ذا العظمة والسلطان، وهو بحذف حرف النداء، كما سبق بيانه في الحديث الماضي (وَالْإِكْرَامِ") أي الإحسان، وإفاضة النِّعَم على المطيعين.

(وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ نُمَيْرٍ: "يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ") يعني بإثبات حرف النداء، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٦/ ١٣٣٨ و ١٣٣٩ و ١٣٤٠] (٥٩٢)، و (أبو داود) في "الصلاة" (١٥١٢)، و (الترمذيّ) فيها (٢٩٨ و ٢٩٩)، و (النسائيّ) في "السهو" (١٣٣٨) وفي "الكبرى" (١٢٦١) وفي "عمل اليوم والليلة" (٩٥ و ٩٦ و ٩٧)، و (ابن ماجه) (٩٢٤)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (١/ ٣٠٢ و ٣٠٤)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده" (١٥٥٨)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٦٢


(١) "المفهم" ٢/ ٢١١.