للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فالعامل ما دلّ عليه "يلقون"، كذا ذكره الطيبيّ (١).

وقال السمين الحلبيّ في هذه الآية: هذه الجملة منصوبة المحلّ؛ لأنها معلقة لفعل محذوف، وذلك الفعل في محلّ نصب على الحال، تقديره: يُلقون أقلامهم، ينظرون أيُّهُم يكفل مريم، أو يَعْلَمُون، وجوَّز الزمخشري أن يُقَدَّر "يقولون"، فيكون محكيًّا به، ودلّ على ذلك قوله: "يلقون". انتهى (٢).

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: ما قاله السَّمِين: أوضح، فيكون تقدير الكلام في الحديث: يبتدرونها، حال كونهم ينظرون أيهم يرفعها.

والمعنى: أنهم يتسابقون في كتابتها، ورفعها إلى اللَّه تعالى؛ لعظم شأنها، وكثرة ثوابها.

وقال السنديّ: "يبتدرونها"، أي: كل منهم يريد أن يسبق على غيره في رفعها إلى محلّ العرض، أو القبول، وجملة "أيهم يرفعها" حالٌ، أي قاصدين ظهور أيهم يرفعها. انتهى (٣).

زاد في رواية أحمد، وأبي داود من رواية حميد، عن أنس -رضي اللَّه عنه-: "ثم قال: إذا جاء أحدكم إلى الصلاة، فَلْيَمْشِ على هِينَتِهِ، فَلْيُصَلِّ ما أدرك، وليقض ما سبقه"، وقد تقدّم قريبًا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٧/ ١٣٦٠] (٦٠٠)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٧٦٣)، و (النسائيّ) في "الافتتاح" (٩٠١) وفي "الكبرى" (٩٧٤)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٥٦١)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده" (٢٠٠١)، و (أحمد) (٢/ ١٢٥ و ٢٦٩ و ٣/ ١٠٦ و ١٨٨ و ٢٥٢)، و (ابن خزيمة) في


(١) ذكره في "المرقاة" ٢/ ٥٣٧.
(٢) "الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون" ٢/ ٩٢.
(٣) "شرح السنديّ على النسائيّ" ٢/ ١٣٣.