للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشدّة، قال ابن الأعرابيّ: البأس، والْبَئِسُ -بفتح، فكسر- على مثال فَعِلٍ: العذاب الشديد، وقال ابن سِيدَهْ: البأس: الحرب، ثم كَثُر حتى قيل: لا بأس عليك، ولا بأس، أي لا خوف، قال قيس بن الْخَطِيم [من الطويل]:

يَقُولُ لِيَ الْحَدَّادُ وَهْوَ يَقُودُنِي … إلى السِّجْنِ لا تَجْزَعْ فَمَا بِكَ مِنْ بَاسِ

أراد: فما بك من بأس، فخففها، أفاده في "اللسان" (١).

وفي رواية أحمد، وابن خزيمة: "أيكم القائل كذا وكذا"، قال: فأرمّ القوم، قال: فأعادها ثلاث مرات.

(فَقَالَ رَجُلٌ) الظاهر: فقال الرجل، كما في رواية أبي داود، وفي رواية النسائيّ: "قال: أنا يا رسول اللَّه" (جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ) أي دفعني، واشدّ عليّ تتابعه (فَقُلْتُهَا) أي قلت الكلمات المذكورة؛ ثناءً، وشكرًا للَّه تعالى حيث لم تفتني صلاة الجماعة، وفي رواية أحمد، وابن خزيمة: "فقال رجل: أنا قلتها، وما أردت بها إلا الخير" (فَقَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- وفي نسخة: "قال"، وفي رواية النسائيّ: "قال النبيّ -صلي اللَّه عليه وسلم-" ("لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا) تخصيص العدد من الملائكة بالمقدار المذكور مُفَوَّض إلى علم اللَّه تعالى.

وقال بعضهم: إن كلمات "الحمد للَّه حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه" ستّ كلمات، فبعث اللَّه لكل كلمة منها ملكين تعظيمًا لشأنها، وتكثيرًا لثواب قائلها. انتهى (٢).

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: ما أسلفته آنفًا من التفويض إلى اللَّه تعالى في مثل هذا أسلم، وأقوم، واللَّه تعالى أعلم.

(يَبْتَدِرُونَهَا) أي يتسابقون فيها (أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا") مبتدأ وخبره، والجملة في موضع نصب على الحال من فاعل "يبتدرونها".

قال أبو البقاء في قوله تعالى: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران: ٤٤]: "أيهم يكفل": مبتدأ وخبر، في موضع نصب، أي يقترعون أيُّهُم،


= وفي رواية: ١٣٤٩ "قال: كنا إذا احْمَرّ البأس، ولقي القوم القومَ، اتقينا برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه".
(١) راجع: "لسان العرب" ٦/ ٢٠.
(٢) أفاده في "المنهل العذب" ٥/ ١٧٤.