للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي "الغريبين": قيل: معناه اللَّه كبير، وبَيَّنَ بعض المحققين أن "أفعل" قد يقطع عن متعلِّقه، قصدًا إلى نفس الزيادة، وإفادة المبالغة، ونظيره: فلان يُعطِي، ويَمْنَع، أي توجد حقيقتهما فيه، وإفادة المبالغة من حيث إن الموصوف تفرد بهذا الوصف، وانتهى أمره فيه إلى أن لا يُتَصَوَّر له من يشاركه فيه، وعلى هذا يُحْمَل كلُّ ما جاء من أوصاف الباري جلّ وعلا، نحو: "أعلم".

وقال ابن الهمام: إن أفعل وفعيلًا في صفاته تعالى سواء؛ لأنه لا يراد بـ "أكبر" إثبات الزيادة في صفته بالنسبة إلى غيره بعد المشاركة؛ لأنه لا يساويه أحد في أصل الكبرياء، فكان "أفعل" بمعنى "فعيل".

لكن في "المغرب": اللَّه أكبر من كلّ شيء، وتفسيرهم إياه بالكبير ضعيف.

ويمكن أن يكون المراد من كون كبير وأكبر واحدًا في صفاته أن المراد من الكبير المسند إليه الكبرياء بالنسبة إلى كل ما سواه، وذلك بأن يكون كل ما سواه بالنسبة إليه ليس بكبير، وهذا المعنى هو المراد بأكبر فتدبر، ولكن لَمّا كان هذا المعنى في أكبر أظهر لم يجوّز بعضهم في التحريمة إلا أن يقال: اللَّه أكبر، قاله القاري في "المرقاة".

(كَبِيرًا) منصوب بفعل محذوف، أي أُكَبِّرُ كبيرًا، أو على أنه صفة لمحذوف، أي تكبيرًا كبيرًا، أو حال مؤكدة للجملة، قاله في "المنهل".

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قيل: هو منصوب على إضمار الفعل، أي كبّرت كبيرًا، وقيل: على القطع، وقيل: على التمييز. انتهى (١).

(وَالْحَمْدُ للَّهِ) مبتدأ وخبرٌ أيضًا (كثِيرًا) نعت لمصدر محذوف، أي حمدًا كثيرًا.

(وَسُبْحَانَ اللَّهِ) قال الأزهريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "سبحان اللَّه" معناه تنزيهًا للَّه من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيهُ اللَّه تعالى عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف به، ونصبه أنه في موضع فعل على معنى تسبيحًا له، تقول: سبحتُ اللَّه تسبيحًا له، أي نزهته تنزيهًا.

(بُكْرَةً وَأَصِيلًا) أي في أول النهار وآخره، منصوبان على الظرفية،


(١) "المفهم" ٢/ ٢١٨.