للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حديث إمامة جبريل (١)، إما لأنه لم يبلغه، أو بلغه فنسيه، وكلُّ ذلك جائز عليه، والأولى عندي أن حجة عروة عليه إنما هي فيما رواه عن عائشة، من أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي العصر، والشمس طالعة في حجرتها قبل أن تَظْهَرَ، وذَكَر له حديث جبريل موطِّئًا له، ومعلِّمًا بأن الأوقات إنما ثبت أصلها بإيقاف جبريل للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عليها، وتعيينها له، واللَّه تعالى أعلم. انتهى (٢).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا الحديث متّفقٌ عليه، ومسائله تأتي في الذي بعده -إن شاء اللَّه تعالى- واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:

[١٣٨٣] (. . .) - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ، فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ (٣) يَا عُرْوَةُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ -عليه السلام- هُوَ أَقَامَ (٤) لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ) (٥).


(١) سيأتي التعقّب على هذا في كلام الحافظ قريبًا -إن شاء اللَّه تعالى-.
(٢) "المفهم" ٢/ ٢٣١ - ٢٣٢.
(٣) وفي نسخة: "ما تُحدّث به".
(٤) وفي نسخة: "هو الذي أقام".
(٥) وفي نسخة: "قبل أن يظهر الفيء".