خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أحدهما نفسٌ في الشتاء، والآخر نفس في الصيف، ويجوز فيهما النصب على تقدير: أعني نفسًا في الشتاء، ونفسًا في الصيف.
(فَهْوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ") المراد بالزمهرير شدة البرد، ولا مانع من حصول الزمهرير من نفس النار؛ لأن المراد من النار محلُّها وهو جهنم، وفيها طبقة زمهريرية، ويقال: لا منافاة في الجمع بين الحرّ والبرد في النار؛ لأن النار عبارة عن جهنم، وقد ورد أن في بعض زواياها نارًا، وفي الأخرى الزمهرير، وليس محلّا واحدًا يستحيل أن يجتمعا فيه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [٣٢/ ١٤٠٣ و ١٤٠٤ و ١٤٠٥](٦١٧)، و (البخاريّ) في "المواقيت" (٥٣٧)، و"بدء الخلق" (٣٢٦٠)، و (الترمذيّ) في "صفة جهنّم" (٢٥١٧)، و (مالك) في "الموطّأ" (١/ ١٦)، و (الشافعيّ) في "المسند" (١/ ٤٨ - ٤٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٣٨)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢٧٢٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٠١٥ و ١٠١٦ و ١٠٢٠)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٣٧٩ و ١٣٨٠)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٨٧)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١/ ٤٣٨)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٢/ ٢٠٥)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان الردّ على من زعم من المعتزلة وغيرهم، أن النار لا تُخلَق إلا يوم القيامة.
٢ - (ومنها): بيان أن النار تفهم وتعقل، وتتكلّم.
٣ - (ومنها): بيان مشروعيّة الإبراد بالظهر عند اشتداد الحرّ في الصيف؛