للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقع التصريح في رواية المصنّف بأن الذي قرأ هو جرير -رضي اللَّه عنه-، ولم يقع في رواية البخاريّ، ولفظه: "ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}. . . إلخ"، فقال في "الفتح": قوله: "ثم قرأ" كذا في جميع روايات "الجامع"، وأكثر الروايات في غيره بإبهام فاعل: "قرأ"، وظاهره أنه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، لكن لم أر ذلك صريحًا، وحَمَله عليه جماعة من الشراح. انتهى.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا غريب من الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-، فكيف يقول: وظاهره أنه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، مع التنصيص الواضح في رواية المصنّف أنه جرير؟، وكذلك وقع التنصيص عليه في رواية أبي عوانة في "مسنده" من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد (١)، فتبصّر، واللَّه تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

({وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}) أمر من التسبيح، والمراد به الصلاة ({قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}) قال العلماء: وجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبتٌ لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذُكِر من اجتماع الملائكة فيهما، ورفع الأعمال، وغير ذلك، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يُجَازَى المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى اللَّه تعالى.

وقيل: لَمّا حُقِّق رؤية اللَّه تعالى برؤية القمر والشمس -وهما آيتان عظيمتان، شُرِعت لخسوفهما الصلاة والذكر- ناسب مَن يُحبّ رؤيةَ اللَّه تعالى أن يحافظ على الصلاة عند غروبها، ولا يخفى بُعْدُه وتكلفه، قاله في "الفتح" (٢)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليها المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جرير بن عبد اللَّه البجليّ -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) راجع: "مسند أبي عوانة" ١/ ٣١٤.
(٢) "الفتح" ٢/ ٤٢.