للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورَوَيناه في خبر عبد اللَّه الجابريّ (١) قال: حدّثنا ابن أبي المثنى، حدّثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عُمارة بن رُويبة، قال: جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي، فقال: حدِّثنا ما سمعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكره، فقال الشيخ: أنت سمعته؟ قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، فقال الشيخ: وأنا سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوله، وما علمت أحدًا وافقني عليه.

ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢) عن بُندار، عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل، فقال فيه: شيخٌ من أهل البصرة، يقال له: إسماعيل، أخرجه ابن منده، عن إبراهيم بن محمد، عن ابن خزيمة.

ولا نَعْرِف تسمية هذا الشيخ إلا في هذه الرواية، وهي رواية صحيحة، واللَّه أعلم. انتهى (٣).

(آنْتَ) بالمدّ، أصله "أأنت" بهمزتين، أولاهما همزة الاستفهام، فأبدلت الثانية مدًّا، ويجوز تحقيقها (سَمِعْتَ هَذَا) الحديث (مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قَالَ) عمارة -رضي اللَّه عنه- (نَعَمْ) وفي رواية أبي عوانة في "مسنده": "قال: نعم سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتّى ردّد عليه ثلاثًا"، وفي رواية أبي نعيم في "مستخرجه": "قال: نعم، أشهد لسمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، سمعته أذناي، ووعاه قلبي" (قَالَ الرَّجُلُ) البصريّ (وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وقوله: (سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ) أشار إلى دفع المجاز في السماع، وذلك بأن يسمعه عن شخص سمعه منه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم يسنده إليه تجوّزًا، وقوله: (وَوَعَاهُ قَلْبِي) أشار به إلى أنه لم ينسه منذ أسمعه منه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.


(١) هكذا نسخة "الإصابة" "في خبر" بالخاء، والباء، ولعل الصواب في "جزء عبد اللَّه الجابريّ" بالجيم والزاي، فليُحرّر، واللَّه تعالى أعلم.
(٢) لا يوجد في النسخة المطبوعة من "صحيحه" ١/ ١٦٤، ولعله لاختلاف النسخ، واللَّه تعالى أعلم.
(٣) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ٦٥.