قال الجامع عفا اللَّه عنه: سيأتي الكلام على حديث أبي بَصْرة الغفاريّ -رضي اللَّه عنه-، في محلّه -إن شاء اللَّه تعالى-.
[تنبيه]: حديث رافع بن خديج -رضي اللَّه عنه- هذا قد تقدّم للمصنّف في "باب استحباب التبكير بالعصر" بسياق آخر، ونصّه:
(٦٢٥) حدّثنا محمد بن مِهْران الرازيّ، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعيّ، عن أبي النجاشيّ، قال: سمعت رافع بن خديج يقول: "كنا نصلي العصر مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم تنحر الجزور، فتقسم عشر قِسَم، ثم تطبخ، فنأكل لحمًا نضيجًا قبل مغيب الشمس".
حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عيسى بن يونس، وشعيب بن إسحاق الدمشقيّ قالا: حدّثنا الأوزاعيّ، بهذا الإسناد، غير أنه قال:"كنا ننحر الجزور على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، بعد العصر"، ولم يقل: كنا نصلي معه. انتهى، ولتُراجع شرحه، ومسائله هناك، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث رافع بن خَدِيج -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [٣٩/ ١٤٤٢ و ١٤٤٣](٦٣٧)، و (البخاريّ) في "مواقيت الصلاة"(٥٥٩)، و (ابن ماجه) في "الصلاة"(٦٨٧)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١٤١٧)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٤٤٢٢)، وفوائد الحديث تقدّمت.
(المسألة الثالثة): في ذكر اختلاف ألفاظ هذا الحديث، واختلاف رواته:
(اعلم): أنه رُوي معنى هذا الحديث عن غير واحد من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- في صلاتهم مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، إلا أنه لم يخرّج في "الصحيحين" من غير هذه الطريق، قاله ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).