أخرج أبو داود بإسناد صحيح، عن أنس بن مالك، قال:"كنا نصلي المغرب مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم نرمي، فيرى أحدنا موضع نبله".
وأخرج النسائيّ بإسناد صحيح أيضًا عن حسان بن بلال، عن رجل من أسلم، من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم:"أنهم كانوا يصلون مع نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم يرجعون إلى أهاليهم إلى أقصى المدينة، يرمون، ويُبصرون مواقع سهامهم".
وروى الإمام أحمد، عن هشيم، عن أبي بشر، عن عليّ بن بلال، عن ناس من الأنصار، قالوا:"كنا نصلي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم ننصرف، فنترامى، حتى نأتي ديارنا، فما يخفى علينا مواقع سهامنا".
ورواه عن أبي عوانة، قال: حدثنا أبو بشر، عن علي بن بلال الليثيّ، قال: صليت مع نفر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فحدثوني أنهم:"كانوا يصلون المغرب، مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم ينطلقون يترامون، لا يخفى عليهم مواقع سهامهم، حتى يأتون ديارهم في أقصى المدينة".
وأخرج أحمد، وابن خزيمة في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما- قال:"كنا نصلي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم نأتي بني سَلِمَة، ونحن نبصر مواقع النبل".
وأخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، عن جابر بن عبد اللَّه، قال:"كنا نصلي مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم نرجع إلى منازلنا، وهي ميل، وأنا أبصر مواقع النبل".
وعند الطبراني في "المعجم الكبير" من حديث زيد بن خالد -رضي اللَّه عنه- قال:"كنا نصلي مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم ننصرف، حتى نأتي السوق، وإنَّا لنرى مواضع النبل".
وعن كعب بن مالك -رضي اللَّه عنه-: "كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي المغرب، ثم يرجع الناس إلى أهليهم ببني سَلِمة، وهم يُبصِرون مواقع النبل حين يرمى بها"، قال أبو حاتم: صحيح مرسلٌ.
قال ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا كلّه يدلّ على شدّة تعجيل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لصلاة المغرب، ولهذا كانت تُسمّى صلاة البصر، كما أخرجه الإمام أحمد، من رواية أبي طَرِيف الهذليّ -رضي اللَّه عنه- قال: كنت مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حين جاء خبر أهل الطائف،