فالحقّ أن ما بعد النص ليس وقتًا أصلًا، وإنما هو قضاء، وقد مرّ البحث مستوفًى، واللَّه تعالى أعلم.
(ثُمَّ جَاءَ) أي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من بيته إلى المسجد (فَقَالَ) أي بعد أن صلّى، ففي رواية النسائيّ:"فلما أن صلى أقبل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- علينا بوجهه، ثم قال: إنكم لن تزالوا في صلاة. . . " ("إِنَّ النَّاسَ) أي الذين لم يحضروا المسجد (قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ) أي في ثوابها وأجرها المستمرّ (مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ") "ما" مصدريّة ظرفيّة، أي مدّة انتظاركم الصلاة (قَالَ أَنَسٌ) -رضي اللَّه عنه- (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ)"الوبيص" بفتح الواو، وكسر الموحّدة، آخره صاد مهملة: البَرِيق واللَّمَعَانُ (مِنْ فِضَّةٍ) فيه جواز لبس خاتم الفضّة، وهو إجماع المسلمين، قاله النوويّ (١). (وَرَفَعَ) أي أنس -رضي اللَّه عنه-، ولفظ ابن حبّان:"ورفع أنس يده اليسرى"، ومثلة لأبي نعيم في "مستخرجه"(إِصْبَعَهُ) فيه عشر لغات: تثليث الهمزة، مع تثليث الباء، فيكون تسعة، والعاشرة أصبُوع، وأفصحهنّ كسر الهمزة، وفتح الموحّدة (الْيُسْرَى بِالْخِنْصِرِ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في الأصول "بالخنصر"، وفيه محذوف، تقديره: مشيرًا بالخنصر، أي أن الخاتم كان في خنصر اليد اليسرى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٠/ ١٤٤٩ و ١٤٥٠ و ١٤٥١](٦٤٠)، و (البخاريّ) في "المواقيت"(٥٧٢ و ٦٠٠)، و"الأذان"(٦٦١ و ٨٤٧)، و"اللباس"(٥٨٦٩)، و (النسائيّ) في "المواقيت"(٥٢٩)، و"الكبرى"(١٥١٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ١٨٢ و ١٨٩ و ٢٠٠ و ٢٦٧)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار"(١/ ١٥٧)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(١٠٧٠ و ١٠٧١)، و (أبو