للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معصية الخالق، قال: قلت: ما تقول في أهل الشام؟ قال: ما أنا لهم بحامد. قلت: فما تقول في أهل مكة؟ قال: ما أنا لهم بعاذر؛ يقتتلون على الدنيا، يتهافتون في النار تهافت الذباب في المرق، قلت: فما تقول في هذه البيعة التي أخذ علينا مروان؟ قال: قال ابن عمر: كنا إذا بايعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على السمع والطاعة يلقننا "فيما استطعتم".

وأخرج أيضًا بسنده عن يونس بن عبيد، عن نافع، قال: كان ابن عمر يسلم على الخشبية (١)، والخوارج، وهم يقتتلون، فقال: من قال: حيّ على الصلاة أجبته، ومن قال: حيّ على الفلاح أجبته، ومن قال: حيّ على قتل أخيك المسلم، وأخذ ماله، قلت: لا. انتهى (٢).

ومنعت طائفة الصلاة خلف أهل البدع، وأمر بعضهم من صلى خلفهم بالإعادة، كان سفيان الثوري يقول في الرجل يكذّب بالقدر: لا تقدموه.

وقال أحمد في الجهميّ يصلى خلفه: يعيد، والقدريّ إذا كان يردّ الأحاديث، ويخاصم فليعد، والرافضيّ يصلى خلفه: يعيد. وقال أحمد: لا يصلى خلف أحد من أهل الأهواء إذا كان داعية إلى هواه.

وقد حُكي عن مالك أنه قال: لا يصلى خلف أهل البدع من القدرية، وغيرهم، ويصلى خلف أئمة الجور، قاله ابن المنذر -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٣).

وقال العلامة العينيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وكان أبو حنيفة -رَحِمَهُ اللَّهُ- لا يرى الصلاة خلف المبتدعة، ومثله عن أبي يوسف. انتهى (٤).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "المجموع" ما حاصله:

مَن كُفِّر ببدعته لا تصح الصلاة وراءه، ومن لا يكفر تصح؛ فمِمَّن يكفر: من يجسم تجسيمًا صريحًا، ومن ينكر العلم بالجزئيات، وأما من يقول بخلق القرآن فهو مبتدع، واختَلَف أصحابنا في تكفيره، فأطلق أبو علي الطبري في


(١) "الخشبيّة" هم: أصحاب المختار بن أبي عُبيد، قاله في "مجمع البحار"، وفي "القاموس": الخشبيّة -محرّكةً- قوم من الجهميّة. انتهى.
(٢) "السنن الكبرى" ٣/ ١٢٢.
(٣) "الأوسط" ٤/ ٢٣٢.
(٤) "عمدة القاري" ٥/ ٢٣٢.