للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فنودي بالصلاة، فلا يخرج أحدكم حتى يصلي"، وكذا ورد التصريح عند الطبرانيّ في "الأوسط" من رواية سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يسمع النداء في مسجدي هذا، ثم يخرج منه لحاجة، ثم لا يرجع إليه إلا منافق"، قال الهيثميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذريّ: رواته محتجٌّ بهم في الصحيح.

وقوله: "مسجدي هذا" ليس للاحتراز عن غيره، كما يدلّ عليه ما أخرجه ابن ماجه بسنده إلى عثمان -رضي اللَّه عنه-، أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أدركه الأذان في المسجد، ثم خرج لم يخرج لحاجة، وهو لا يريد الرجعة، فهو منافق".

وفي سنده عبد الجبار بن عمر الأيلي الأمويّ ضعيف، وإسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة متروك، لكن يشهد له ما تقدّم من حديث الطبراني، ويشهد له أيضًا ما رَوَى أبو داود في "مراسيله"، والبيهقيّ في "الكبرى" (١) عن سعيد بن المسيّب: أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يخرج أحد من المسجد بعد النداء، إلا منافق، إلا لعذر، أخرجته حاجة، وهو يريد الرجوع".

ومراسيل سعيد بن المسيب قال أحمد: صحاح، لا نرى أصح من مرسلاته، وقال الشافعيّ: إرسال ابن المسيّب عندنا حسن. أفاده في "المرعاة" (٢).

وقد صحح الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- حديث عثمان -رضي اللَّه عنه- (٣).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد تبيّن بما سبق أن قول أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: "فقد عصى أبا القاسم -صلى اللَّه عليه وسلم-" قد ثبت كونه مرفوعًا، فتبصّر، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في أقوال أهل العلم في الخروج من المسجد بعد الأذان:


(١) "السنن الكبرى" للبيهقيّ ٣/ ٥٦.
(٢) راجع: "المرعاة شرح المشكاة" ٣/ ٥٢٢ - ٥٢٣.
(٣) راجع: "صحيح ابن ماجه" ١/ ١٢٣.