وحكى أبو الوليد الباجيّ في "كتاب رجال البخاريّ" عن عليّ ابن المدينيّ أنه سئل عن حديثٍ رواه شعبة، عن أنس بن سيرين، قال:"رأيت القاسم يتطوع في السفر"، فقال: ليس هذا بشيء، لم يرو أنس، عن القاسم شيئًا. انتهى.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب ستة أحاديث، برقم (٦٥٧) وأعاده بعده، و (٦٧٧) و (٧٠٢) و (٧٤٩) و (١٤٣٨) و (١٤٧١) وأعاده بعده.
٥ - (جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) بن سفيان البجَليّ، ثم الْعَلَقيّ، أبو عبد اللَّه الصحابيّ -رضي اللَّه عنه-، مات بعد الستّين (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٣/ ٢٨٦.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
٢ - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة.
٣ - (ومنها): أن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم أصحاب الكتب الستّة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة.
٤ - (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين من أوله إلى آخره، وجُندب -رضي اللَّه عنه- كان بالكوفة، ثم خرج إلى البصرة، ثم خرج منها، قاله البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).
٥ - (ومنها): رواية تابعيّ، عن تابعيّ: خالد الحذّاء، عن أنس بن سيرين.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ) الأنصاريّ، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ) -رضي اللَّه عنه-، وفي الرواية الثالثة:"عن جندب بن سفيان"، وهو جندب بن عبد اللَّه بن سفيان، نسب هنا لأبيه، وهناك لجدّه (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ) شرطيّة، جوابها جملة: "فهو. . . إلخ" (صَلَّى الصُّبْحَ) قيل: معناه صلّاها في جماعة، والظاهر العموم، واللَّه تعالى أعلم.
(فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ) أي في عهده، أو ضمانه، أو أمانه في الدنيا والآخرة،