للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، سوى شيخه أيضًا، فنيسابوريّ، وقد دخل المدينة أيضًا.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن عمّه، فأنس -رضي اللَّه عنه- عمّ لإسحاق.

٥ - (ومنها): أن صحابيّه -رضي اللَّه عنه- هو خادم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، خدمه عشر سنين، فدعا له بخيري الدنيا والآخرة، كما سيأتي في الحديث الثالث، وهو آخر من مات من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- بالبصرة، ومن المعمّرين، فقد جاوز عمره المائة -رضي اللَّه عنه-، ومن المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ) ووقع عند الكشميهنيّ، والحمويّ في رواية البخاريّ: "عن إسحاق بن أبي طلحة" منسوبًا إلى جده (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي اللَّه عنه- (أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ) بصيغة التصغير، قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ضبطاه في مسلم وغيره بضمّ الميم، وفتح اللام، وكذا ذكره الناس، وحَكَى ابن عتّاب عن الأصيليّ أنها مَلِيكة بفتح الميم، وكسر اللام. انتهى (١).

وهو بالنصب بدلٌ من اسم "أن"، والضمير في "جدته" يعود على إسحاق، كما جزم به ابن عبد البرّ، وعبد الحقّ، والقاضي عياض، وصححه النوويّ.

وجزم ابن سعد، وابن منده، وابن الحصار بأنها جدة أنس، والدة أمه، أم سليم، وهو مقتضى كلام إمام الحرمين في "النهاية"، ومن تبعه، وكلام عبد الغنيّ في "العمدة"، وهو ظاهر السياق.

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ويؤيده ما رويناه في "فوائد العراقيين" لأبي الشيخ من طريق القاسم بن يحيى المقدَّميّ، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس -رضي اللَّه عنه-، قال: "أرسلتني جدّتي إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، واسمها مُلَيكة، فجاءنا، فحضرت الصلاة. . ." الحديث.

وقال ابن سعد في "الطبقات": أم سليم بنت مِلْحان، فساق نسبها إلى


(١) "إكمال المعلم" ٢/ ٦٣٥.