للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عديّ بن النجّار، وقال: وهي الغُمَيصاء، ويقال: الرُّميصاء، ويقال: اسمها سَهْلة، ويقال: أُنَيفة -أي بالنون، والفاء، مصغرة- ويقال: رُمَيثة، وأمها مُلَيكة بنت مالك بن عديّ، فساق نسبها إلى مالك بن النجار، ثم قال: تزوجها -أي أم سليم- مالك بن النضر، فولدت له أنس بن مالك، ثم خَلَف عليها أبو طلحة، فولدت له عبد اللَّه، وأبا عمير.

قال الحافظ: وعبد اللَّه هو والد إسحاق، رَاوِي هذا الحديث عن عمه أخي أبيه لأمه، أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-.

ومقتضى كلام من أعاد الضمير في "جدته" إلى إسحاق أن يكون اسم أم سليم مُلَيكة، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن عيينة، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، قال: "صَفَفْتُ أنا ويتيم في بيتنا خلف النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمي أم سليم خلفنا". هكذا أخرجه البخاريّ في أبواب الصفوف، والقصة واحدة طَوَّلها مالك، واختصرها سفيان، ويَحْتَمِل تعددها، فلا تخالف ما تقدم، وكون مُليكة جدة أنس لا ينفي كونها جدة إسحاق؛ لما بيّناه.

لكن الرواية التي رواها الدارقطني في "غرائب مالك" عن البغويّ، عن عبد اللَّه بن عون، عن مالك، ولفظه: "صنعت مليكة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طعامًا، فأكل منه، وأنا معه، ثم دعا بوضوء، فتوضأ" الحديث، ظاهرة في أن مُليكة اسم أم سليم نفسها، واللَّه تعالى أعلم. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: عندي أن الحمل على تعدد الواقعة أولى؛ لأنه لا يؤدِّي إلى التكلُّف، والتعسُّف بالتأويل البارد، واللَّه تعالى أعلم.

(دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) جملة في محل رفع خبر لـ "أن" (لِطَعَامٍ) أي لأجل تناول طعام، قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهو مشعر بأن مجيئه كان لذلك؛ لا ليصلي بهم، ليتخذوا مكان صلاته مُصَلًّى لهم، كما في قصة عتبان بن مالك المتقدّمة، وهذا هو السر في كونه بدأ في قصة عتبان بالصلاة قبل الطعام، وهنا بالطعام قبل الصلاة، فبدأ في كل منهما بأصل ما دُعي لأجله. انتهى (٢).

واعترضه العينيّ، فقال: لا مانع في الجمع بين الدعاء للطعام، وبين


(١) "الفتح" ١/ ٥٨٤.
(٢) "الفتح" ١/ ٥٨٤.