للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا التكثير دائمًا، بل ترد للتكثير كثيرًا، وللتقليل قليلًا. انتهى (١).

فـ "رُبّ" هنا للتقليل (تَحْضُرُ الصَّلَاةُ، وَهُوَ فِي بَيْتِنَا) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل (فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ) بكسر الموحّدة: ما بُسِط، أي فُرِشَ، وهو: فِعَالٌ بمعنى مفعول، ومثله كتاب بمعنى مكتوب، وفِرَاشٌ بمعنى مفروش، ونحو ذلك، وجمعه بُسُط بضمّتين (الَّذِي تَحْتَهُ، فَيُكْنَسُ) بالبناء للمفعول، يقال: كَنَسَ البيت يَكْنُسُه كَنْسًا، من باب نصر: كَسَحَ الْقُمَامة عنه، وكُنَاسةُ البيت: ما كُسِح منه من التراب، فأُلقِي بعضه على بعض، أفاده في "اللسان" (٢). (ثُمَّ يُنْضَحُ) بالبناء للمفعول أيضًا، أي يُرشّ بالماء، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وإنما نضحه؛ ليلين، فإنه كان من جريد النخل، كما صرح به في هذه الرواية، ويَذهَبَ عنه الغبار ونحوه، هكذا فسره القاضي إسماعيل المالكيّ، وآخرون، وقال القاضي عياض: الأظهر أنه كان للشك في نجاسته، وهذا على مذهبه في أن النجاسة المشكوك فيها تُطَهَّر بنضحها من غير غسل، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن الطهارة لا تَحْصُل إلَّا بالغسل، فالمختار التأويل الأول. انتهى (٣).

(ثُمَّ يَؤُمُّ) بالبناء للفاعل، وفي بعض النسخ: "ثمّ يقوم" (رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَنَقُومُ خَلْفَهُ، فَيُصَلِّي بِنَا، وَكَانَ بِسَاطُهُمْ) أي بساط أهل ذلك العصر (مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ) "الْجَرِيد" -بفتح الجيم، وكسر الراء-: سَعَفُ النخَلِ، الواحدة: جَرِيدة، فَعِيلة بمعنى مفعولة، وإنما تُسَمَّى جَرِيدةً إذا جُرِدَ عنها خُوصُها، قاله في "المصباح" (٤).

و"النَّخْل": اسم جمع، الواحدة "نَخْلَةٌ"، وكل جمع بينه وبين واحده الهاء، قال ابن السكيت: فأهل الحجاز يؤنثون أكثره، فيقولون: هي التمر، وهي البرّ، وهي النخل، وهي البقر، وأهل نجد وتميم يذكّرون، فيقولون: نَخْلٌ كريم، وكريمةٌ، وكرائم، وفي التنزيل: {نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: ٢٠]، {نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: ٧]، وأما "النَّخِيلُ" بالياء، فمؤنثة، قال أبو حاتم: لا اختلاف


(١) "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ٢٦٥ تحقيق حسن أحمد.
(٢) "لسان العرب" ٦/ ١٩٧.
(٣) "شرح النوويّ" ٥/ ١٦٤.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٩٦.