للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بضمّتين: المنزل، وما هُيّء للضيف أن يَنْزل عليه، كالنُّزْل -أي بالسكون- جمعه أَنْزَالٌ، والطعام ذو البركة، كالنزيل، والفضلُ، والعطاءُ، والبركة. انتهى باختصار (١).

وقال في "المصباح": والنُّزُلُ بضمّتين: طعام النزيل الذي يُهيّأ له، وفي التنزيل: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦)} [الواقعة: ٥٦]. انتهى (٢).

وقال في "المختار": النُّزْلُ بوزن القُفْل: ما يُهيّأ للنزيل، والجمع: أنْزَال. انتهى (٣).

وقال في "اللسان": والنُّزُلُ -بضمّتين- والنُّزْلُ -بضمّ، فسكون: ما هُيّئ للضيف إذا نزل عليه، وقال أيضًا: النُّزْلُ في الأصل: قِرَى الضيف، وتُضمّ زايه. انتهى باختصار (٤).

فتبيّن بما ذُكر من كلام هؤلاء اللغويين، أنه لا فرق بين النُّزُل بضمّتين، والنُّزْل بضمّ، فسكون، بل هما بمعنى واحد، وهو ما هيّئ للضيف من الضيافة ونحوها، فتبصّر، واللَّه تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

(كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ") أي بكل غدوة أو روحة.

والمعنى: أن اللَّه تعالى هيّأ له في الجنّة نعيمًا خاصًّا، يُستقبل به بقدر غُدوّه ورواحه إلى المسجد، وبقدر ما يَبذُلُ من خطواته، ويتحمّل من مشاق المشى إليه.

وظاهر الحديث حصول الفضل لمن أتى المسجد مطلقًا، لكن المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة، والصلاةُ رأسها، قاله في "الفتح" (٥)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّقُ بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "القاموس المحيط" ٤/ ٥٦.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠١.
(٣) "مختار الصحاح" (ص ٢٩٧).
(٤) "لسان العرب" ١١/ ٦٥٨.
(٥) ٢/ ١٧٤.