للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنَ الْقِرَاءَةِ) بدل من الجارّ والمجرور قبله (وَيُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ يَقُولُ، وَهُوَ قَائِمٌ) جملة حاليّة من الفاعل ("اللَّهُمَّ أَنْجِ) بقطع الهمزة، من الإنجاء رباعيًا، أي خَلِّصْه، يقال: نَجَا من الهلاك يَنْجُو نَجَاةً: خَلَصَ. والاسم النَّجاءُ بالمدّ، وقد يُقصَرُ، فهو ناجٍ، والمرأة ناجية، وبها سميت قبيلة من العرب، ويتعدى بالهمز والتضعيف، فيقال: أنجيته، ونَجَّيْتُه. قاله في "المصباح" (١).

(الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ) بنصب الوليد على المفعوليّة، وهو بفتح الواو، وكسر اللام في اللفظين، وهو الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه المخزوميّ، أخو خالد بن الوليد، وكان ممن شَهِد بدرًا مع المشركين، وأُسِرَ بها، أسره عبد اللَّه بن جَحْش، وفَدَى نفسَهُ، ثم أسلم، فقيل له: هلّا أسلمت قبل أن تفتدي، فقال: كرهت أن يُظَن بي أني أسلمت جَزَعًا، فحُبِسَ بمكة، ثم تواعد هو وسلمة، وعيّاش المذكوران معه، وهَرَبُوا من المشركين، فعلم النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخرجهم، فدعا لهم، أخرجه عبد الرزاق بسند مرسل، ومات الوليد المذكور لما قَدِمَ على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: رَوَيْنا ذلك في "فوائد الزيادات" من حديث الحافظ أبي بكر بن زياد النيسابوريّ بسنده عن جابر -رضي اللَّه عنه- قال: رَفَع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الركعة الأخيرة من صلاة الصبح صبيحةَ خمسة عشرة من رمضان، فقال: "اللَّهم أنج الوليد بن الوليد. . . " الحديث، وفيه: فدعا بذلك خمسة عشر يومًا، حتى إذا كان صبيحة يوم الفطر ترك الدعاء، فسأله عمر، فقال: "أَوَما عَلِمْت أنهم قَدِموا؟ قال: بينما هو يذكرهم انفتح عليهم الطريق يسوق بهم الوليد بن الوليد، قد نُكِت إصبعه بالحرّة، وساق بهم ثلاثًا على قدميه، فنهج بين يدي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى قضى، فقال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا الشهيد، أنا على هذا شهيد"، ورَثَتْهُ أمّ سَلَمَة زوج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بأبيات مشهورة. انتهى (٢).

(وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ) بالنصب عطفًا على "الوليدَ"، أي أنج سلمة بن


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٥.
(٢) "الفتح" ٩/ ٩٣ - ٩٤، و"عمدة القاري" ٦/ ٨٠.