للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هشام بن المغيرة، وهو ابن عمّ الذي قبله، وهو أخو أبي جهل، وكان من السابقين إلى الإسلام، وعُذِّب في اللَّه، ومنعوه أن يهاجر إلى المدينة، واستُشْهِد في خلافة أبي بكر -رضي اللَّه عنه- بالشام سنة أربع عشرة.

قال الحافظ الذهبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هاجر إلى الحبشة، ثم قَدِمَ مكة، فمنعوه من الهجرة، وعَذَّبوه، ثم هاجر بعد الخندق، وشهد مُؤْتة، واستُشْهِد بمَرْج الصفرة، وقيل: بأجنادين (١).

(وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ) -بفتح العين، وتشديد التحتانية، وبعد الألف شين معجمة- وأبو ربيعة اسمه: عمرو بن المغيرة، فهو عمّ الذي قبله أيضًا، وهو أخو أبي جهل أيضًا لأمه، وكان من السابقين إلى الإسلام أيضًا، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل، فرجع إلى مكة، فحبسه، ثم فرّ مع رفيقيه المذكورين، وعاش إلى خلافة عمر -رضي اللَّه عنه-، فمات، قيل: سنة خمس عشرة، وقيل: قبل ذلك، واللَّه تعالى أعلم (٢).

وهؤلاء الثلاثة أسباط المغيرة كلُّ واحد منهم ابن عمّ الآخر (٣).

(وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) زاد في رواية للبخاريّ: "والمستضعفين بمكة"، أي وأنج المستضعفين من المؤمنين بمكة، الذين حبسهم الكفار عن الهجرة، وآذوهم، فكانوا يُعَذَّبونهم بأنواع العذاب، وهو من عطف العامّ على الخاصّ، عكس قوله: {وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ} [البقرة: ٩٨].

(اللَّهُمَّ اشْدُدْ) -بضم الدال- أمر من شَدَّ الشيءَ يَشُدّه، من باب قَتَلَ: إذا أوثقه (وَطْأَتَكَ) أي بأسك، وعذابك، قال الفيوميّ: "الْوَطْأَة" مثلُ الأخْذَةِ وزنًا ومعنى (٤).

وقال السيوطيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "زَهْر الرُّبى": "الوطأة" بفتح الواو، وأصلها: الدَّوْس بالقدم، سُمّي بها الإهلاك؛ لأن من يطؤ على شيء برجله، فقد استقصى في هلاكه، والمعنى: خذهم أخذًا شديدًا (٥).


(١) "عمدة القاري" ٦/ ٨٠.
(٢) "الفتح" ٩/ ٩٤ بزيادة.
(٣) "عمدة القاري" ٦/ ٨٠.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٣٠٧.
(٥) "زهر الربى في شرح المجتبى" ٢/ ٢٠١.