رَوَى عن الحارث بن خُفَاف بن إيماء، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وروى عنه محمد بن عمرو بن علقمة، ومحمد بن يحيى الأسلميّ، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاريّ: حديثه عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلٌ. انتهى.
قال الحافظ: وذكره لأجل هذا الحديث، ومتنه:"خَيركم الْمُدَافِعُ عن قومه" في "الصحابة" البغويّ، وقال: لا أدري، له صحبة أم لا؟، وذكره فيهم ابن أبي عاصم، وابن منده، وأبو نعيم.
تفرّد به المصنّف، وليس له عنده إلا هذا الحديث فقط.
٧ - (الْحَارِثُ بْنُ خُفَاف) بن إيماء بن رَحَضَةَ الغفاريّ، مختلف في صحبته، رَوَى عن أبيه، وعنه خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجيّ، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
وفي "صحيح البخاريّ"، من طريق أسلم مولى عمر، قال: قال عمر: "لقد رأيت أبا هذه -يعني بنت خُفَاف-، وأخاها حاصَرَا حصنًا زمانًا"(١). انتهى.
(١) قال الإمام البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (٤١٦١) حدّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه، قال: حدّثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- إلى السوق، فَلَحِقت عمر امرأة شابّة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، واللَّه ما يُنضجون كُرَاعًا، ولا لهم زرع، ولا ضرع، وخَشِيت أن تأكلهم الضَّبُعُ، وأنا بنت خُفَاف بن إيماء الغفاريّ، وقد شَهِدَ أبي الحديبية مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوقف معها عمر، ولم يَمْضِ، ثم قال: مرحبًا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظَهِير، كان مربوطًا في الدار، فَحَمَل عليه غِرَارتين، ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقةً، وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يَفْنَى حتى يأتيكم اللَّه بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمك، واللَّه إني لأرى أبا هذه، وأخاها، قد حاصَرَا حِصْنًا زمانًا، فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. انتهى.