للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال في "تهذيب التهذيب": فعلى هذا فهو صحابيّ؛ لأنهم ذكروا لخفاف ولدين: الحارث، ومَخْلَدًا، ومخلد تابعيّ باتفاق، فانحصر في الحارث. انتهى.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هكذا قال الحافظ في "التهذيب"، لكن ذكر في "الفتح" ما يُخالف هذا، حيث قال: قوله: "وأخاها" لم أقف على اسمه، وكان لخُفاف ابنان: الحارث، ومَخْلد، لكنهما تابعيّان، فوهِمَ من فسّر الأخ الذي ذكره عمر بأحدهما. انتهى (١)، فليُتأمّل، واللَّه تعالى أعلم.

تفرّد به المصنّف بهذا الحديث فقط.

و"خُفاف" ذُكر قبله.

وقوله: (فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ) أي شُرع لعن الكفّار بعدما فعله النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في تلك الصلاة، يعني أن لعن الكفّار ما كان مشروعًا قبل ذلك، فشُرع من ذلك الوقت، فإذا اعتدوا على المسلمين ينبغي الدعاء عليهم؛ اقتداء بالنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:

[١٥٥٩] (. . .) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيُّ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءٍ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ (٢) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

وكلّهم تقدّموا قبله، غير:

١ - (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ) بن عمرو بن سَنَّةَ -بفتح السين المهملة، وتشديد النون- الأسلميّ، أبو حرملة المدنيّ، صدوقٌ، ربّما أخطأ [٦].


(١) "الفتح" ٧/ ٥١١ "كتاب المغازي" رقم (٤١٦٠).
(٢) وفي نسخة: "فجُعلت لعنة اللَّه على الكفرة".