للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس رضي الله تعالى عنه هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في بيان تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [١٨/ ١٧٦ و ١٧٧] (٤٤) بهذه الأسانيد.

وأخرجه (البخاريّ) في "الإيمان" (١٥)، و (النسائيّ) في "الإيمان" (١٩/ ٥٠١٥ و ٥٠١٦)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة" (٦٧)، و (أحمد) في "باقي مسند المكثرين" (١٢٤٠٣ و ١٢٧٣٩ و ١٣٤٩٩)، و (الدارميّ) في "الرقاق" (٢٦٢٤)، و (أبو نعيم) في "المستخرج" (١٦٤ و ١٦٥)، و (البغويّ) في "شرح السنة" (٢٢)، و (أبو عوانة) في "صحيحه" (١/ ٣٣)، و (ابن منده) في "الإيمان" (٢٨٤ و ٢٨٥ و ٢٨٦)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان أن حبّ الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - علامة على كمال إيمان العبد.

٢ - (ومنها): ما قاله في "الفتح": في هذا الحديث إيماء إلى فضيلة التفكر، فإن الأحبية المذكورة تعرف به، وذلك أن محبوب الإنسان: إما نفسه، وإما غيرها. أما نفسه فهو أن يريد دوام بقائها، سالمة من الآفات، وهذا هو حقيقة المطلوب، وأما غيرها فإذا حقق الأمر فيه، فإنما هو بسبب تحصيل نفعٍ مَا على وجوهه المختلفة، حالًا ومآلًا، فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، إما بالمباشرة، وإما بالسبب، علم أنه سبب بقاء نفسه، البقاءَ الأبدي في النعيم السرمدي، وعَلِم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الانتفاعات، فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره؛ لأن النفع الذي يُثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره، ولكن الناس يتفاوتون في ذلك، بحسب استحضار ذلك، والغفلة عنه، ولا شك أن حظ الصحابة - رضي الله عنهم -، من هذا المعنى أتم؛ لأن هذا ثمرة المعرفة، وهم بها أعلم، وبالله تعالى التوفيق. انتهى (١).


(١) راجع: "الفتح" ١/ ٨٦.