[ومنها]: حديث عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما-: أخرجه أبو داود، عن إسماعيل بن بشر بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد اللَّه بن المبارك عن حيوة بن شريح، قال: لقيت عقبة بن مسلم، فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول إذا دخل المسجد:"أعوذ باللَّه العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. . . "، قال: أقط؟ قلت: نعم، قال:"فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر اليوم"، قال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ورجاله موثقون، وهم من رجال الصحيح، إلا إسماعيل وعقبة.
ومعنى قوله:"أقط؟ ": أما بلغك إلا هذا خاصّةً، والهمزة للاستفهام، والمشهور في طاء "قط" التخفيف، واللَّه تعالى أعلم.
[ومنها]: حديث عبد اللَّه بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلَّى على محمد وسلّم، ثم قال:"اللَّهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج صلى على محمد وسلم، ثم قال:"اللَّهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك"، أخرجه الإمام أحمد عن إسماعيل ابن علية، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد اللَّه بن الحسن، قال إسماعيل: فلقيت عبد اللَّه بن الحسن، فسألته عن هذا الحديث؟ فقال: كان وإذا دخل قال: "رب افتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج قال:"رب افتح لي أبواب فضلك".
وهكذا أخرجه الترمذيّ عن علي بن حُجْر، عن إسماعيل ابن علية. قال الترمذيّ: حديث فاطمة حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى؛ لأنها عاشت بعد النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أشهرًا.
قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: تحسين الترمذيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- مع كونه منقطعًا؛ لشواهده، وصححه الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، واللَّه تعالى أعلم.
وأخرجه الطبرانيّ بلفظ:"كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل المسجد حمد اللَّه وسمَّى، وقال: "اللَّهم اغفر لي، وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج قال