مثل ذلك، وقال:"اللَّهم افتح لي أبواب فضلك"، ورجال السند -كما قال الحافظ- ثقات، لكن فيه الانقطاع الذي ذكره الترمذيّ.
قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ووقع لنا ذكر الصلاة على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الحديث من وجه آخر، ثم ساقه بإسناده إلى عبد الرزاق، عن قيس بن الربيع، عن عبد اللَّه بن الحسن بإسناده:"كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل المسجد قال: اللهم صلِّ على محمد، وسلِّم، واغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج قال مثلها، لكنه يقول:"أبواب فضلك".
وقال أيضًا: ووقع لنا من وجه آخر فيه الحمد، والتسمية، والصلاة، والتسليم، ثم ساقه بإسناده إلى أبي بشر الدُّولابيّ، عن محمد بن عوف، عن موسى بن داود، عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، عن عبد اللَّه بن الحسن، بإسناده:"كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذا دخل المسجد، قال: بسم اللَّه، والحمد للَّه، وصلى اللَّه على النبيّ وسلم، اللهم اغفر لي" فذكر مثل الذي قبله، لكن قال:"سَهِّل" بدل "افتح" في الموضعين، ورواة هذا الإسناد ثقات، إلا أن فيه الانقطاع الذي تقدم ذكره.
[ومنها]: ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" من مرسل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل المسجد قال:"السلام على النبيّ ورحمة اللَّه وبركاته، اللهم أجرني من الشيطان، ومن الشر كله"، قال الحافظ: ورجاله ثقات، ليس فيه سِوَى الإرْسَال، واللَّه تعالى أعلم (١).
قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: ينبغي للمسلم أن يلازم هذه الأذكار في دخول المسجد والخروج منه؛ فإن تيسر له أن يقول كلها، فحسنٌ، وإلا فليقل منها ما تيسرله.
ومن الغريب أن كثيرًا من طلاب العلم، فضلًا عن عامة الناس، لا يهتمون بمثل هذه الأذكار، وهو حرمان عظيم، فقد سبق في بعضها أنه حرز من الشيطان؛ حيث يقول الشيطان إذا سمع الإنسان يقوله: حُفِظَ مني سائر اليوم، وهذا فضل عظيم.