للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

-بفتح الغين المعجمة، اسم من الغَزْو، قال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْغَزْوة": المرّة من الغزو، والاسم: الْغَزَاةُ. انتهى (١). وقال في "المختار": غَزَوت العدوَّ، من باب عَدَا، والاسم: الْغَزَاةُ، ورجلٌ غازٍ، وجمعه: غُزَاةٌ، كقاضٍ وقُضاة، وغُزًّى، كسابق وسُبَّق، وغَزِيّ، كحاجّ وحَجِيج، وقاطنٍ وقَطِينٍ، وغُزّاءٌ، كفاسق وفُسّاق. انتهى (٢).

وقال في "القاموس": غزاه غَزْوًا: أراده، وطلبه، وقصده، كاغتزاه، وغزا العدوَّ: سار إلى قتالهم، وانتهابهم. انتهى (٣).

ويقال: إن الغزوة التي فيها هي غزوة ذات الرقاع، وقيل: هي غزوة تبوك، ورجّح الحافظ الأول؛ لأنه قول أهل المغازي، وهم أضبط لذلك من غيرهم، وأيضًا فإن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "هل تزوّجت؟ "، قال: نعم إلى آخر القصّة، وفيه اعتذاره بتزوجه الثيّب بأن أباه استُشهد بأُحُد، وترك أخواته، فتزوّج ثيّبًا؛ لتمشّطهنّ، وتقوم عليهنّ، فأشعر بأن ذلك كان بالقرب من وفاة أبيه، فيكون وقوع القصّة في ذات الرقاع أظهر من وقوعها في تبوك؛ لأن ذات الرقاع كانت بعد أُحُد بسنة واحدة على الصحيح، وتبوك كانت بعدها بسبع سنين، أفاده في "الفتح" (٤).

(فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي) أي: تأخّر سيره، يقال: أبطأ الرجلُ: تأخّر مجيئه، وبَطُؤَ مجيئه بُطْئًا، من باب قَرُب، وبَطاءَةً بالفتح والمدّ، فهو بطيء، على فعيل (٥).

(وَأَعْيَا) أي: تَعِبَ، وعجز عن السير، يقال: عَيِيَ بالأمر، وعن حُجّته يَعْيَا، من باب تَعِبَ عِيًّا: عَجَزَ عنه، وقد يُدْغَم الماضي، فيقال: عَيَّ، فالرجل عَيٌّ، وعَيِيٌّ، على فَعْلٍ، وفَعِيلٍ، وعَيِيَ بالأمر: لم يَهتَد لوجهه، وأعياني كذا بالألف: أتعبني، فأعييتُ يُستعمل لازمًا ومتعدّيًا، وأعيا في مشيه، فهو مُعْيٍ، منقوصٌ (٦).


(١) "النهاية" ٣/ ٣٦٦.
(٢) "مختار الصحاح" (ص ٢٢٢).
(٣) "القاموس المحيط" ٤/ ٣٦٩.
(٤) "الفتح" ٤/ ٣٧٨ "كتاب الشروط" رقم (٢٧١٨).
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٥٢.
(٦) "المصباح" ٢/ ٤٤١.