٥ - (ومنها): أن أمّ هانئ -رضي اللَّه عنها- ممن اشتهرت باسمها، وليس لها في هذا الكتاب إلا هذا الحديث، كرّره المصنّف ستّ مرّات.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى) اختُلف في اسم أبيه، فقيل: بلال، وقيل: بُليل مصغّرًا، وقيل: داود، وقيل: يسار، وقيل: أوس، صحابيّ شَهِد أُحدًا، وما بعدها، وعاش إبى خلافة عليّ -رضي اللَّه عنه-، أنه (قَالَ: مَا) نافية (أَخْبَرَنِي أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي الضُّحَى) وفي الرواية الآتية من طريق عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، قال:"سألت، وحَرَصتُ على أن أجد أحدًا من الناس، يخبرني أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَبَّحَ سُبْحَة الضحى، فلم أجد غير أم هانئ بنت أبي طالب، أخبرتني. . . ".
وفي رواية ابن أبي شيبة في "مصنّفه" من وجه آخر عن ابن أبي ليلى: "أدركت الناس، وهم متوافرون، فلم يخبرني أحد أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الضحى، إلا أم هانئ".
(إِلَّا أُمُّ هَانِئٍ) برفع "أمُّ"؛ لأنه بدل من "أحدٌ"، ولفظ البخاريّ:"غيرُ أم هانئ".
قال في "الفتح": هذا لا يدلّ على نفي الوقوع؛ لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى إنما نفى ذلك عن نفسه، وأما قول ابن بطّال: لا حجة في قول ابن أبي ليلى، وترُدّ عليه الأحاديث الواردة في أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الضحى، وأمر بها، ثم ذكر منها جملةً، فلا يَرِدُ على ابن أبي ليلى شيء منها. انتهى (١).
(فَإِنَّهَا حَدَّثَتْ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَخَلَ بَيْتَهَا، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ) أي: في رمضان سنة ثمان من الهجرة (فَصَلَّى) وفي رواية البخاريّ: "فاغتسل، وصلّى"، ظاهره يدلّ على أن الاغتسال وقع في بيتها، وسيأتي بعد حديث من طريق أبي مُرّة، عن أم هانئ، أنها ذهبت إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل.
ويُجمع بينهما بأن ذلك تكرر منه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويؤيده ما رواه ابن خزيمة، من