العبد يوم القيامة صلاته، فإن وُجِدت تامّة، كُتبت تامّة، وإن كان انتقص منها شيءٌ، قال: انظروا هل تجدون له من تطوُّع، يكمل له ما ضيع من فريضة من تطوعه؟ ثم سائر الأعمال تجري على حسب ذلك"، حديث صحيحٌ.
(قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ) -رضي اللَّه عنها- (فَمَا تَرَكْتُهُنَّ) ووقع في بعض النسخ: "ما تركتهنّ" بحذف الفاء في المواضع الأربعة، و"ما" نافيةٌ؛ أي: لم أترك صلاة اثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة (مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَالَ عَنْبَسَةُ) -رَحِمَهُ اللَّهُ- (فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ، وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ) هذا من النوع المسمّى في مصطلح أهل الحديث بالمسلسل؛ لأن كل واحد من الأربعة قال: "ما تركتهنّ منذ سمعت فلانًا"، وفائدته تقوية الحديث، قال السيوطيُّ في "ألفيّة الحديث":
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أم حبيبة -رضي اللَّه عنها- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [١٦/ ١٦٩٤ و ١٦٩٥ و ١٦٩٦ و ١٦٩٧](٧٢٨)، و (أبو داود) في "الصلاة" (١٢٥٠)، و (النسائيّ) في "قيام الليل" (١٧٩٦ و ١٧٩٧ و ١٧٩٨)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (١١٤١)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (١٥٩١)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٢٢٦ - ٢٢٧ و ٣٢٧ و ٤٢٦)، و (الدارميّ) في "سننه" (١/ ٣٣٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١١٨٥ و ١١٨٦ و ١١٨٧ و ١١٨٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٢٤٥١ و ٢٤٥٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٢١٠٥ و ٢١٠٦)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"