أنها سمعت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"ما من عبد مسلم، يصلي للَّه عزَّ وجلَّ كل يوم ثنتي عشرة ركعةً تطوعًا، غير فريضة"، فذكر نحوه. انتهى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
وكلّهم تقدّموا في الباب الماضي، وكذا لطائف الإسناد تعلم مما هناك.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) -رضي اللَّه عنهما- أنه (قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) قال في "الفتح": المراد بقوله "مع" التبعيّة؛ أي: أنهما اشتركا في كون كلّ منهما صلاها لا التجميع، فلا حجة فيه لمن قال: يُجَمِّع في رواتب الفرائض. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: لو حُمِل على ظاهره من كونه صلّى معه جماعةً لَمَا استُبْعِد؛ لأنه ثبت أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى معه بعض الصحابة النوافل جماعةً، كما في حديث أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن جدته مُلَيكة دَعَت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لطعام صنعته، فأكل منه، فقال:"قوموا فلأصلي بكم"، فقمت إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لَبِثَ، فنضحته بماء، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واليتيم معي، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين. متّفقٌ عليه.
وكما في حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: صلَّيت مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةً، فلم يزل قائمًا، حتى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممتَ؟ قال: هممتُ أن أقعد، وأذر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. متّفقٌ عليه أيضًا.