الأثبات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الزبير بن بكار: كان له عَقْل، وحَزْمٌ، ولسانٌ، وفضلٌ، وشرف، وكان يشبه عبد اللَّه بن الزبير في لسانه، بَلَغَ خمسًا أو ستًّا وتسعين سنةً، وقال يوسف بن يعقوب الماجشون: كنت مع أبي في حاجة، فلما انصرفنا قال لي: هل لك في هذا الشيخ؟ فإنه من بقايا قريش، وأنت واجدٌ عنده ما شئت من حديث، ونُبْل رأي، يريد عبد اللَّه بن عروة.
بقي إلى أواخر دولة بني أميّة، وكان مولده سنة خمس وأربعين.
أخرج له البخاريّ، والمصنّف، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب أربعة أحاديث فقط، هذا برقم (٧٣٢)، و (١٤٢٣) حديث: "تزوّجني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شوّال. . . "، و (٢٤١٦): "فداك أبي وأمّي"، و (٢٤٤٨): "كنت لك كأبي زرع. . . ".
والباقون ذُكروا قبله.
وقولها:(لَمَّا بَدَّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قال أبو عبيد في تفسير هذا الحديث: "بَدَّنَ الرجل" -بفتح الدال المشددة- تبدينًا: إذا أَسَنَّ، قال أبو عبيد: ومن رواه "بَدُنَ" -بضم الدال المخففة- فليس له معنى هنا؛ لأن معناه كَثُر لحمه، وهو خلاف صفته -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقال: بَدُن يَبْدُن بَدَانةً، وأنكر أبو عبيد الضمّ، قال القاضي: روايتنا في مسلم عن جمهورهم "بَدُنَ" بالضم، وعن العذريّ بالتشديد، وأراه إصلاحًا، قال: ولا يُنْكَر اللفظان في حقه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد قالت عائشة -صلى اللَّه عليه وسلم- في "صحيح مسلم" بعد هذا بقريب: "فلما أسنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخذ اللحم أوتر بسبع"، وفي حديث آخر:"ولَحُمَ"، وفي آخر:"أَسَنّ، وكَثُرَ لحمه"، وقول ابن أبي هالة -رضي اللَّه عنه- في وصفه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بادنٌ متماسكٌ"، هذا كلام القاضي، قال النوويّ: والذي ضبطناه، ووقع في أكثر أصول بلادنا بالتشديد. انتهى (١).
وقال القرطبيُّ: قولها: "لَمّا بدن" أكثر الرواة قيّدوا "بَدُنَ" بضمّ الدال، ورواية الصدفيّ عن الْعُذريّ "بَدَّنَ" مفتوحة الدال، مشدَّدةً، وارتضى أبو عبيد