وأخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجةً، وتَجتمع ملائكة الليل، وملائكة النهار في صلاة الفجر"، يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
وقال الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ-: حدّثنا أسباط، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في قوله:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، قال: "تشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار"، ورواه الترمذيّ، والنسائيّ وابن ماجه ثلاثتهم عن عُبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، به، وقال الترمذيّ: حسن صحيح.
وفي لفظ في "الصحيحين" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح، وفي صلاة العصر، فيعرُج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم، وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركناهم وهم يصلّون".
وقال عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-: يجتمع الْحَرَسَان في صلاة الفجر، فيصعد هؤلاء، ويقيم هؤلاء، وكذا قال إبراهيم النخعيّ، ومجاهدٌ، وقتادةُ، وغير واحد في تفسير هذه الآية.
قال: وأما الحديث الذي رواه ابن جرير ها هنا من حديث الليث بن سعد، عن زيادة، عن محمد بن كعب الْقُرَظيّ، عن فَضَالة بن عُبيد، عن أبي الدرداء، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر حديث النزول، وأنه تعالى يقول: من يستغفرني أغفر له، من يسألني أعطيه، من يدعني فأستجيب له حتى يطلع الفجر، فلذلك يقول:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، فيَشْهَدُه اللَّه، وملائكة الليل، وملائكة النهار، فإنه تفرد به زيادة، وله بهذا