للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الثالث": معناه: والشر لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح.

"الرابع": معناه: والشر ليس شرًّا بالنسبة إليه، فإنك خلقته بحكمة بالغة، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين.

"الخامس": حكاه الخطابيّ أنه كقولك: فلان إلى بني فلان إذا كان عِدَاده فيهم، أو صَفُّوه إليهم. انتهى.

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: أصح الأقوال عندي هو الأول؛ لأن سياق الكلام يدل عليه، ويليه القول الثالث؛ إذ معناه قريب من معناه، واللَّه تعالى أعلم.

(أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ) أي: توفيقي بك، والتجائي، وانتمائي إليك، وقال الأزهري: معناه أعتصم بك، وأعوذ بك، وألجأ إليك، كأنه قال: بك أعوذ، وإليك ألجأ. انتهى.

(تَبَارَكْتَ) أي: استحققت الثناء، وقيل: ثبت الخير عندك، وقال ابن الأنباريُّ: تبَارَكَ العبادُ بتوحيدك، قاله النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

وقال ابن منظور -رَحِمَهُ اللَّهُ-: و"تبارك اللَّه": تقدَّسَ، وتَنَزَّه، وتعالى، وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره. وسئل أبو العباس عن تفسير "تبارك اللَّه؟ " فقال: ارتفع، والمتبارِكُ المرتَفِع، وقال الزجاج: "تبارك" تَفَاعَلَ، من البركة، كذلك يقول أهل اللغة، وقال ابن الأنباريّ: "تبارك اللَّه": أي: يُتَبَرّك باسمه في كل أمر. انتهى كلام ابن منظور باختصار (١).

(وَتَعَالَيْتَ) أي: تنزهت عن كل ما لا يليق بجلالك (أَسْتَغْفِرُكَ) أي: أطلب منك ستر ذنوبي، قال الراغب الأصفهانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الغَفْرُ: إلباسُ ما يصونه عن الدَّنَس، ومنه قيل: اغْفِرْ ثوبك في الوِعَاء، واصبُغْ ثوبَك، فإنه أغْفَرُ للوَسَخ، والغُفْران، والمغفرة من اللَّه: هو أن يصون العبدَ من أن يمسه العذاب. انتهى (٢).

(وَأَتُوبُ إِلَيْكَ") أي: أرجع إلى طاعتك، وأنيب إليك، والتائب الراجع


(١) "لسان العرب" ١/ ٢٦٦.
(٢) "شرح مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٦٠٩).