قال ابن خِرَاش: كوفيّ ثقةٌ، وقال الخطيب: كان ثقةً، وقال شعبة: قلبُ صلة من ذهب، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال خليفة: مات في ولاية مصعب بن الزبير، وكذا قال ابن سعيد، وزاد: وكان ثقةً، وله أحاديثُ، وقال إسحاق بن منصور، عن ابن معين: ثقةٌ، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نُمَير، وابن صالح -يعني العجليّ- وقال أبو وائل: لَقِيتُ صلةَ، وكان ما علمت برًّا، وروى ابن أبي حاتم من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة -رضي اللَّه عنه- قال: قلب صلة بن زفر من ذهب -يعني أنه مُنَوَّرٌ كالذهب-.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا برقم (٧٧٢)، وحديث (٢٤٢٠): "لأبعثنّ إليكم رجلًا أمينًا. . . ".
١٢ - (حُذَيْفَةُ) بن اليمان، واسم اليمان حِسْل، أو حُسيل العبسيّ، حليف الأنصار الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي اللَّه عنهما- مات في أول خلافة عليّ -رضي اللَّه عنه- سنة (٣٦)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤٥٧.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من سُباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه ثلاثة أسانيد لخّصها بالتحويل، فقوله:"جميعًا" يعود إلى شيخيه: زهير، وإسحاق، فكلاهما رويا عن جرير بن عبد الحميد، وقوله:"كلُّهم" يرجع إلى الثلاثة، وهم شيوخ شيوخه، وهم عبد اللَّه بن نمير، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، فثلاثتهم رووا عن الأعمش.
٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين، فكلهم كوفيّون، سوى زهير، فبغداديّ، وإسحاق فمروزيّ.
٣ - (ومنها): أن فيه أربعة من التابعين، روى بعضهم عن بعض: الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن المستورِدِ، عن صِلَة بن زُفَر.
٤ - (ومنها): أن صحابيّه ابن صحابيّ -رضي اللَّه عنهما-، وهو صاحب سرّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أعلمه بما كان وبما يكون إلى أن تقوم الساعة، كما في "صحيح مسلم"، واللَّه تعالى أعلم.