(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٢/ ١٨٢٩ و ١٨٣٠](٧٨٣)، و (البخاريّ) في "الصوم"(١٩٨٧) و"الرقاق"(٦٤٦٦)، و (أبو داود) في "الصلاة"(١٣٧٠) و (النسائيّ) في "الرقائق" من "الكبرى"(١)، و (الترمذيّ) في "الشمائل"(٣٠٣)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١٣٩٨)، و (أحمد) في "مسنده"(٦/ ٤٣ و ٥٥ و ١٧٤ و ١٨٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٣٢٢ و ٣٦٤٧)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٣٠٥٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١٧٧٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٤/ ٢٩٩)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل العمل الدائم من قيام الليل وغيره.
٢ - (ومنها): بيان ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من كثرة الاجتهاد في الوفاء بما التزمه من العبادة، قال القرطبي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا يدلّ على شدّة ما كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه من كثرة التكاليف والاجتهاد في الوفاء بها، وذلك أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كُلّف بتكاليف خاصّةً به، كما خُصّ به من الواجبات زيادةً على ما ساوى فيه جميع المكلّفين، ثم إنه قد كُلّف مراعاة مصالح أهل بيته، ومصالح الخلق كلّهم خاصّةً وعامّةً الدينيّة والدنيويّة، هذا بالنظر إلى ظاهر أمره، وأما بالنظر إلى خواصّ باطنه مما لا يُدْرَكُ، ولا يمكن وصفه، وغاية العبارة عنه قوله:"إني أعلمكم باللَّه، وأشدّكم له خشيةً"، متّفقٌ عليه، ولذلك كان -صلى اللَّه عليه وسلم- متواصل الأحزان والعبادات والمشقّات، ليست له راحة، وقال في لفظ آخر:"إني أخشاكم للَّه، وأعلمكم به وبحدوده"، رواه أحمد، وقد كان يتفطّر قدماه من القيام، ويُجهد نفسه من الجوع، ويَربِط على بطنه الحجر والحجرين، وكان ينتهي من إجهاد نفسه إلى
(١) كتب في هامش "تحفة الأشراف" (١١/ ٦٤١) أن "كتاب الرقائق" غير مطبوع، واللَّه أعلم.