للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلب بن وبرة، أم عثمان وأوس، قاله في "اللباب" (١). (يَقُولُ: قَرَأَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَامَ الْفَتْحِ) أي: في سنة فتح مكة، وكان في رمضان سنة ثمان من الهجرة (فِي مَسِيرٍ لَهُ) أي: في حال سيره، فـ "مسير" بالفتح مصدر ميميّ لسار، يقال: سار يسير سَيْرًا ومَسِيرًا، يكون بالليل والنهار، ويُستعمل لازمًا ومتعدّيًا، فيقال: سار البعيرُ، وسِرْتُهُ، فهو مَسِيرٌ، قاله في "المصباح" (٢).

ويَحْتَمِل أن يكون "مسير" ظرف زمان، أو مكان، فيكون المعنى قرأ في وقت سيره، أو مكانه، واللَّه تعالى أعلم.

(سُورَةَ الْفَتْحِ) زاد في رواية البخاريّ في "فضائل القرآن": "قراءةً لَيِّنةً" (عَلَى رَاحِلَتِهِ) أي: ناقته التي ركبها، قال الفيّوميُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الراحلة: الْمَرْكَبُ من الإبل، ذكرًا كان أو أنثى، وبعضهمِ يقول: الراحلة: الناقة التي تصلح أن تُرْحَلَ، وجمعها رَواحل. انتهى (٣). (فرَجَّعَ) بتشديد الجيم، من الترجيع، وهو: ترديد القارئ الحرف في الحلق، قاله في "الفتح"، وقال في "النهاية": الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارب ضُرُوب الحركات في الصوت. انتهى (٤). (فِي قِرَاءَتِهِ، قَالَ مُعَاوِيَةُ) بن قُرّة (لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَيَّ النَّاسُ، لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَتَهُ) يشير به إلى أن القراءة بالترجيع تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء، وتستميلها بذلك حتى لا تكاد تصبر عن استماع الترجيع المشوب بلذّة الحكمة المهيمنة.

وفي رواية البخاريّ من طريق شبابة، عن شعبة: "ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مُغفّل، وقال: لولا أن تجتمع الناس عليكم، لرَجَّعتُ كما رجَّع ابن مُغفَّل يحكي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت لمعاوية: كيف ترجيعه؟ قال: آآآ ثلاث مرّات"، وللحاكم في "الإكليل" من رواية وهب بن جرير، عن شعبة: "لقرأت بذلك اللحن الذي قرأ به النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٥).


(١) "اللباب في تهذيب الأنساب" ٢/ ٣٢٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٩.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٢٢ - ٢٢٣.
(٤) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٠٢.
(٥) "الفتح" ٧/ ٦٠٧ "كتاب المغازي" رقم (٤٢٨١).