للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنِ الْبَرَاءِ) بن عازب -رضي اللَّه عنهما-، وفي رواية الترمذيّ، من طريق شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت البراء، فزالت عنه تُهمة التدليس، أنه (قَالَ: كَانَ رَجُلٌ) قيل: هو أُسَيد بن حُضَير كما سيأتي من حديث نفسه بعد ثلاثة أحاديث، لكن فيه أنه كان يقرأ "سورة البقرة"، وفي هذا أنه كان يقرأ "سورة الكهف"، وهذا ظاهره التعدد.

وقد وقع قريب من القصة التي لأسيد لثابت بن قيس بن شَمّاس، لكن في "سورة البقرة" أيضًا.

وأخرج أبو داود، من طريق مرسلة، قال: قيل للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألم تر ثابتَ بن قيس، لم تزل داره البارحةَ تُزْهِر بمصابيح؟ قال: فلعله قرأ "سورة البقرة؟ "، فسئل، قال: قرأت "سورة البقرة".

ويَحْتَمِل أن يكون قرأ "سورة البقرة"، و"سورة الكهف" جميعًا، أو من كل منهما، أفاده في "الفتح" (١).

(يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل (مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ) جمع شَطَني -بفتح المعجمة- وهو الحبل، وقيل: بشرط طوله، وكأنه كان شديد الصعوبة (فتَغَشَّتْهُ) أي: غطّته، غَشِيَهُ الأمر، وتغشّاه، وأغشيته إياه، وغَشّته، قاله في "القاموس" (٢)، وقال في "المصباح": والْغِشَاء: الْغِطاءُ وزنًا ومعنًى، وهو اسم من غَشَّيْتُ بالتثقيل: إذا غطّيته، والْغِشَاءُ بالكسر: الْغِطاء أيضًا. انتهى (٣).

وقوله: (سَحَابَةٌ) مرفوع على الفاعليّة، وهو بالفتح: الغيم، والجمع سَحَابٌ، وسُحُبٌ بضمّتين، وسَحائب؛ سُمّي بذلك لانسحابه في الهواء (٤).

(فَجَعَلَتْ) أي: السحابة (تَدُورُ، وَتَدْنُو) أي: تقرب من ذلك الرجل (وَجَعَلَ فَرَسُهُ) الفرس يُذكّر وبؤنّث، ولذا ذكر الفعل هنا، وأنّثه فيما يأتي، قال


(١) راجع: "الفتح" ٨/ ٦٧٤ "كتاب فضائل القرآن" رقم (٥٠١١).
(٢) "القاموس المحيط" ٤/ ٣٧٠.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٨.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٢٦٦ - ٢٦٧ بزيادة من "القاموس".