للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفيّوميُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الفرس يقع على الذكر والأنثى، فيقال: هو الفرس، وهي الفرس، وتصغير الذكر فُرَيسٌ، والأنثى فُرَيسةٌ على القياس، وجُمعت الفرس على غير لفظها، فقيل: خيلٌ، وعلى لفظها، فقيل: ثلاثة أفراس بالهاء للذكور، وثلاث أفراس بحذفها للإناث. انتهى (١).

وقوله: (يَنْفِرُ مِنْهَا) هنا بالفاء والنون، والراء، بلا خلاف، وفي الرواية الآتية: "يَنْقُز"، وسيأتي الكلام عليه (فَلَمَّا أَصْبَحَ) أي: دخل ذلك الرجل في الصباح، و"الصباح": خلاف المساء، قال الْجُوَالقيّ: الصباح عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال، ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول، هكذا روى ثَعْلبٌ (٢).

(أَتَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ) وفي نسخة بحذف "له"؛ أي: ذكر الرجل ما حصل له في تلك الليلة حال قراءته سورة الكهف (فَقَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ("تِلْكَ السَّكِينَةُ) بمهملة وِزَانُ عظيمة، وحَكَى ابن قرقول والصغانيّ فيها كسر أولها والتشديد بلفظ المرادف لِلْمُدْية، وقد نسبه ابن قرقول للحربيّ، وأنه حكاه عن بعض أهل اللغة.

قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قد قيل في معنى السكينة هنا أشياء، المختار أنها شيء من مخلوقات اللَّه تعالى، فيه طمأنينة ورحمة، ومعه الملائكة. انتهى (٣).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: السكينة مأخوذة من السكون، وهو القار والطُّمأنينة، وهي هنا اسم للملائكة، كما فسّرها في الرواية الأخرى، وسمّاهم بذلك؛ لشدّة وقارهم، وسكونهم؛ تعظيمًا لقراءة هذه السورة.

واختلَفَ المفسّرون في قوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} الآية [البقرة: ٢٤٨] على أقوال كثيرة، فقيل: السكون: الرحمة، وقيل: حيوان كالهِرّ، له جناحان وذَنَبٌ، ولعينيه شُعاعٌ، فإذا نظر للجيش انهزم، وقيل: آيات يسكنون لها، وقال ابن وهب: رُوح من اللَّه يتكلّم معهم، ويُبيِّن لهم إذا اختلفوا، وهذا القول أشبهها؛ لأنه موافقٌ لما في هذا الحديث. انتهى (٤).


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٧.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٣٣١.
(٣) "شرح النوويّ" ٦/ ٨٢.
(٤) "المفهم" ٢/ ٤٣٧.