للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووقع في رواية أُبي بن كعب المذكورة: "أنه كان يقرأ على ظهر بيته"، وهذا مغاير للقصة التي فيها أنه كان في مِرْبَدِهِ.

وكذا ما جاء أن ابنه كان إلى جانبه، وفرسه مربوطة، فخَشِيَ أن تطأه، وهذا كله مخالفٌ لكونه كان حينئذ على ظهر البيت، إلا أن يراد بظهر البيت خارجه، لا أعلاه فتتحد القصتان، أفاده الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

وفي رواية محمد بن إبراهيم، عن أُسيد بن حُضير عند البخاريّ: "بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة"، وفي رواية ابن أبي ليلى، عن أُسيد بن حُضير: "بينا أنا أقرأ سورة، فلما انتهيت إلى آخرها"، أخرجه أبو عُبيد، ويستفاد منه أنه ختم السورة التي ابتدأ بها.

(إِذْ) هي الْفُجائيّة، قال ابن هشام -رَحِمَهُ اللَّهُ- في تعداد معاني "إذ": والرابع أن تكون للمفاجأة، نصّ على ذلك سيبويه، وهي الواقعة بعد "بينا"، أو "بينما"، كقوله [من البسيط]:

اسْتَقْدِرِ اللَّهَ خَيْرًا وَارْضَيَنَّ بِهِ … فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ

وهل هي ظرف مكان، أو زمان، أو حرف بمعنى المفاجأة، أو حرف توكيد؛ أي: زائد؟ أقوال، راجع تفاصيلها في "المغني" (١).

(جَالَتْ فَرَسُهُ) أي: وَثَبَت، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قال هنا: "جالت"، فأنّث الفرس، وفي الرواية السابقة: "وعنده فرسٌ مربوط"، فذكّره، وهما صحيحان، والفرس يقع على الذكر والأنثى. انتهى (٢).

زاد في رواية البخاريّ: "فَسَكَتَ، فَسَكَنَتْ".

(فَقَرَأَ) أي: مرّة أخرى، بعد قطعه القراءة (ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى) أي: مرّةً أخرى (فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا) أي: مرّة ثالثةً، وعند ابن حبّان من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُسيد -رضي اللَّه عنه-: "بينما أنا أقرأ الليلةَ سورةَ البقرة إذ سمعت وَجْبَةً من خلفي، فظننت أن فرسي انطلق. . . ".

(قَالَ) وفي نسخة: "فقال" (أُسَيْدٌ) -رضي اللَّه عنه- (فَخَشِيتُ) بكسر الشين المعجمة،


(١) "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ١٧٠ - ١٧١.
(٢) "شرح النوويّ" ٦/ ٨٣.