للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومضارعه يَخْشَى، أي: خِفْتُ (أَنْ تَطَأَ يَحْيَى) اسم ولده الذي كان نائمًا إلى جنبه (فَقُمْتُ إِلَيْهَا) أي: إلى الفرس؛ ليمنعها من وطئ ولده بيده، أو بإحكام رباطها (فَإِذَا) هي الْفُجائيّة، أي: ففاجأني وجود مثلِ الظلّة. . . إلخ (مِثْلُ الظُّلَّةِ) بضمّ الظاء، وتشديد اللام: هي السحابة فوق الرأس، مأخوذة من الظلّ، فقوله: (فَوْقَ رَأْسِي) ذُكر توكيدًا (فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ) بضمّتين: جمعُ سِرَاج، وهو: المصباح، شَبّه الأنوار التي راَها في السحابة بالمصابيح، بجامع الإضاءة، ووضوح الأشياء بها، واللَّه تعالى أعلم.

(عَرَجَتْ) بفتح الراء: من باب نصر: أي: صَعِدت (فِي الْجَوِّ) -بفتح الجيم، وتشديد الواو- هو: ما بين السماء والأرض، ويُطلق أيضًا على ما اتّسع من الأودية، والجمع: الْجِوَاءُ، بالكسر، مثلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ (١)، والإطلاق الأول هو المراد هنا.

وقوله: (حَتَّى مَا أَرَاهَا) "حتّى" غاية لعروجها في الجوّ، و"ما" نافية (قَالَ) أُسيد -رضي اللَّه عنه- (فَغَدَوْتُ) أي: ذهبت أول النهار، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: غَدّا غُدُوًّا، من باب قَعَدَ: ذَهَبَ غُدْوَةً، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، وجمع الْغُدُوّ غُدًى، مثلُ مُدْيَةٍ ومُدًى، هذا أصله، ثم كَثُرَ حتى استُعْمِلَ في الذهاب والانطلاق أيَّ وقت كان، وكمثل قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واغْدُ يا أُنيسُ إلى امرأة هذا. . . " الحديث، متّفقٌ عليه؛ أي: وانطلق إليها. انتهى (٢).

(عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ) تقدّم قريبًا أنها الليلة الماضية، وأن العرب تقول: فعلنا الليلة كذا؛ لقربها من وقت الكلام، وتقول بعد الزوال: فعلنا البارحة كذا (مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ) "من" بمعنى "في"، أو هي للتبعيض (أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي) وفي نسخة: "في مِرْبَدٍ لي"، وتقدّم أنه مكان تجفيف التمر (إِذْ جَالَتْ فَرَسِي) أي: وثبت، وأنّث الفعل، لما تقدّم.

(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقْرَأ ابْنَ حُضَيْرٍ") منادى بحذف حرف النداء؛ أي: يا ابن حُضير، وفي رواية البخاريّ بإثباتها.

والمعنى؛ أنه كان ينبغي أن تستمرّ على قراءتك، وليس أمرًا له بالقراءة


(١) راجع: "المصباح المنير" ١/ ١١٥.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٣.