للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (ومنها): أن قيسًا هو التابعيّ الذي تفرّد بالرواية عن العشرة المبشرين بالجنة - رضي الله عنهم - كلِّهم على الصحيح، وإليه أشار السيوطيّ في "ألفية الحديث" بقوله:

وَذَاكَ قَيْسٌ مَا لَهُ نَظِيرُ … وَعُدَّ عِنْدَ حَاكِمٍ كَثِيرُ

٧ - (ومنها): كتابة (ح) ثلاث مرّات إشارة إلى التحويل، وقد سبق تمام البحث فيها، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ) اختُلف في اسم أبيه، فقيل: هُرْمُز، وقيل: سعد، وقيل: كثير، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا) أي ابن أبي حازم، واختُلف في اسم أبيه، فقيل: حُصين، وقيل: عوف، وقيل: عبد عوف، وهو صحابيّ له حديث (يَرْوِي) جملة في محل نصب على الحال، من "قيسًا"، أي حال كونه راويًا (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبة بن عمرو الأنصاريّ البدريّ، واختُلف في نسبته إلى بدر، فقيل: لشهوده وقعة بدر، وقيل: إنه لم يشهدها، ولكنه سكن بدرًا، والأول هو الأصح، وهو قول البخاريّ رحمه الله تعالى، فقد عدّه في "صحيحه" من البدريين، أنه (قَالَ: أَشَارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ) أي إلى جهة اليمن، فيه ردّ على من زعم أن المراد بقوله: "يمان" الأنصار؛ لكون أصلهم من أهل اليمن؛ لأن في إشارته إلى جهة اليمن ما يدلّ على أن المراد به أهلها حينئذ، لا الذين كان أصلهم منها، وسبب الثناء على أهل اليمن إسراعهم إلى الإيمان، وقبولهم (١).

[فائدة]: قال البخاريّ في "صحيحه": سُمّيت اليمن؛ لأنها عن يمين الكعبة، والشام عن يسار الكعبة، والمشأمة الميسرة، واليد اليُسرى الشُّؤْمَى، والجانب الأيسر الأشأم. انتهى (٢).

قال في "الفتح": هو قول أبي عُبيدة، وروي عن قُطرب قال: إنما سُمّيت


(١) "فتح" ٦/ ٤٢٤ - ٤٢٥ كتاب بدء الخلق رقم (٣٣٠٠).
(٢) راجع: "صحيح البخاري" ٦/ ٦٤٤ بنسخة "الفتح".