للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالشاميين، سوى شيخيه، فالأول حلوانيّ، نزيل مكة، والثاني طرسوسيّ، نزيل بغداد.

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالتحديث، والسماع من أوله إلى آخره، غير موضع.

٤ - (ومنها): أن فيه روايةَ الراوي، عن أخيه، عن أبيهما.

٥ - (ومنها): أن صحابيّه مشهور بكنيته، وهو من أفاضل الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، وهذا أول محلّ ذكره، وهو آخر من مات من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- بالشام، ومن المعمّرين، عاش أكثر من تسعين سنة، أو جاوز المائة، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ زَيْدٍ) هو ابن أبي سلّام (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ) أباه، وهو ممطور (يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ) صُديّ بن عجلان (الْبَاهِلِيُّ) منسوب إلى قبيلة باهلة (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ) أي اغتنموا قراءته، وداوموا عليه (فَإِنَّهُ) الفاء للتعليل، أي لأن القرآن (يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ) أي لمَلازمي قراءته، وذلك بأن يتمثّل بصورة يراه الناس، كما يجعل اللَّه تعالى لأعمال العباد صورةً ووزنًا لتوضع في الميزان، واللَّه على كلّ شيء قدير.

وبالجملة فما دلّ عليه ظاهر النصّ لا ينبغي العدول عنه، فعلى المؤمن أن يقبل هذا وأمثاله، ويعتقد أنه لا دخل للعقل في مثل هذا، بل يُسلّم تسليمًا، واللَّه تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

(اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ) تثنية الزهراء، تأنيث الأزهر، وهو المضيء الشديد الضوء، أي السورتين المنيرتين، سُمّيتا بالزهراوين؛ لنورهما وهدايتهما، وعِظَم أجرهما لقارئهما، قال في "القاموس": وزَهَرَ السراج، والقمرُ، والوجه كمَنَعَ زُهُورًا: تلألأ كازدهر، والنار أضاءت، وقال أيضًا: وقد زَهُرَ، كفَرِحَ، وكَرُمَ. انتهى (١).


(١) "القاموس المحيط" ٢/ ٤٣.