للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال شعبة، عن قتادة عند أحمد، والترمذيّ: "من أول الكهف"، وكذا قال هشام الدستوائيّ عنه عند مسلم، وهمام عنه عند أحمد، ومسلم، وأبي داود، والنسائيّ، وسعيد بن أبي عروبة عنه عند أحمد، وقال شعبة عند أحمد، ومسلم، وأبي داود، والنسائيّ في "عمل اليوم والليلة": "من آخر الكهف"، وهكذا قال هشام في روايته عند أبي داود، وقد تقدّم وجه الجمع في كلام السيوطيُّ الماضي.

وقال الشوكانيُّ: وأما اختلاف الروايات بين أن تكون العشر من أولها أو من آخرها، فينبغي الجمع بينهما بقراءة العشر الأوائل والعشر الأواخر، ومن أراد أن يحصل على الكمال، وَيتمّ له ما تضمّنته هذه الأحاديث كلّها، فليقرأ "سورة الكهف" كلّها يوم الجمعة، وليلة الجمعة. انتهى.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: الذي يظهر لي أن رواية "من أول الكهف" أرجح؛ لكثرة رواتها، وهم: هشام الدستوائيّ، وشعبة في رواية، وهمّام، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان بن عبد الرحمن النحويّ، ولم يقل: "من آخر الكهف" إلا شعبة في رواية، وتابعه هشام في رواية (١)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤٥/ ١٨٨٣ و ١٨٨٤] (٨٠٩)، و (أبو داود) في "الملاحم" (٤٣٢٣)، و (الترمذيّ) في "فضائل القرآن" (٢٨٨٦) بلفظ: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف. . . "، و (النسائيّ) في "اليوم والليلة" (٩٤٩ و ٩٥٠)، و (أحمد) في "مسنده" (٥/ ١٩٦ و ٦/ ٤٤٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٧٨٥ و ٧٨٦)، و (الحاكم) في "المستدرك" (٢/ ٣٦٨)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣٩٤٠، ٣٩٤١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٨٣٣ و ١٨٣٤ و ١٨٣٥)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (١٢٠٤)، واللَّه تعالى أعلم.


(١) راجع: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألبانيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ٢/ ١٢١ - ١٢٤ رقم (٥٨٢).