للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سباعيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

٢ - (ومنها): أن رجاله من رجال الجماعة، إلا شيخه، فمن أفراده، وأبا الرجال، فما أخرج له أبو داود، والترمذيّ.

٣ - (ومنها): أنهم مصريون إلى سعيد، والباقون مدنيون.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أمه، وتابعي، عن تابعية.

٥ - (ومنها): أن فيه عائشة -رضي اللَّه عنها- من المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) من الأحاديث، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بالنصب على البدليّة من "أبا الرجال"، وهو لقب بصورة الكنية، لُقّب به؛ لأنه وُلد له عشرة رجال، وكنيته أبو عبد الرحمن (حَدَّثَهُ) أي حدّث سعيدًا (عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) -رضي اللَّه عنها- الأنصاريّة (وَكَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ) بفتح الحاء، وقد تكسر، وسكون الجيم، وهو في الأصل حِضْنُ الإنسان، وهو ما دون إبطه إلى الكشح، والمراد هنا أنها كانت في حضانتها، يقال: هو في حِجْره، أي كَنَفه، وحمايته، والجمع حُجُورٌ، أفاده الفيّوميّ (١)، وقوله: (زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) بالجرّ على البدليّة من "عائشة" (عَنْ عَائِشَةَ) -رضي اللَّه عنها- (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعَثَ رَجُلًا) لم يُعرَف اسمه، وقيل: هو كلثوم بن الْهِدْم، وفيه نظر؛ لأنهم ذكروا أنه مات في أول الهجرة قبل نزول القتال، وقيل: هو كُرز بن زهدم الأنصاريّ، وسمّاه بعضهم كلثوم بن زهدم، وأما من فسّره بأنه قتادة بن النعمان، فأبعد جدًّا، وهذا ظاهرٌ، قاله في "المرعاة" (٢).

[تنبيه]: قال في "الفتح" في شرح حديث أنس -رضي اللَّه عنه-: "كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء إلخ" ما نصّه: هو كُلْثُوم بن الْهِدْم، رواه ابن منده في "كتاب التوحيد" من طريق أبي صالح، عن ابن عباس، كذا أورده


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٢٢.
(٢) "المرعاة" ٧/ ٢٠٢.